للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

النعمة الخاصة أيضًا فيها ما هو أخص، وهي نعمة الله على الرسل -عليهم الصلاة والسلام-، ومنها قوله تعالى: {مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكَ بِمَجْنُونٍ (٢)} [القلم: ٢] فإن هذه النعمة أخص النعم.

والنعمة في هذه الآية {وَلَوْلَا نِعْمَةُ رَبِّي} من الخاصة؛ لأن نعمة الله العامة كائنة حتى على هذا القرين الرديء، ولكن هذه نعمة خاصة.

قال المؤلف -رحمه الله-: [{وَلَوْلَا نِعْمَةُ رَبِّي} عليَّ بالإيمان لكنت من المحضرين معك في النار]. اللام واقعة في جواب لولا، لأن (لكنت) هي جواب لولا، {لَكُنْتُ مِنَ الْمُحْضَرِينَ (٥٧)} معك في النار. وإن شئت فقل: لكنت من المحضرين معك في العذاب، ليكون أشد، فإن العذاب أعم وأشد من عذاب النار، وإن كان من في النار فهو معذب -والعياذ بالله-.

قوله: {أَفَمَا نَحْنُ بِمَيِّتِينَ (٥٨) إِلَّا مَوْتَتَنَا الْأُولَى} الهمزة في {أَفَمَا} للاستفهام، والفاء: عاطفة و (ما): نافية حجازية ترفع الاسم وتنصب الخبر، وهي هنا عاملة لتمام الشروط.

{أَفَمَا نَحْنُ بِمَيِّتِينَ (٥٨)} هذا الاستفهام يقول المؤلف: -رحمه الله-[هو استفهام تلذذ وتحدث بنعمة الله تعالى من تأبيد الحياة وعدم التعذيب]. أي: أنهم يتلذذون بانتفاء الموت عنهم، ولا شك أن انتفاء الموت والخلود والتأبيد من أكبر ما يسر به الإنسان. ولهذا جاء في الحديث: "أنه إذا كان يوم القيامة جيء بالموت على صورة كبش فيوقف بين الجنة والنار، وينادى هؤلاء وهؤلاء فيقال لهم: هل تعرفون هذا؟ فيقولون: نعم، هذا

<<  <   >  >>