[١ - قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل ... بسقط اللوى بين الدخول فحومل]
المفردات: قفا: أمر من الوقوف خاطب به اثنين كانا يسيران معه، أو خاطب به واحدًا، فنزله منزلة اثنين على عادة العرب أن تكون الرفقة ثلاثة فما فوق، قال الله تبارك وتعالى مخاطبًا مالكًا خازن النار:{ألقيا في جهنم كل كفارٍ عنيد} فثنى، وإنما يخاطب واحدًا، وقال سويد بن كراع العكلي:
فإن تزجراني، يا ابن عفان أنزجر ... وإن تدعاني أحم عرضًا ممنعًا
وما أكثر الشواهد على ذلك، فيكون كلامه قد جرى على ما قد ألف من خطابه لصاحبيه ألا ترى أن الشعراء كثيرًا ما يقولون: يا صاحبي - يا خليلين أو خاطب به واحدًا، وهذه الألف ليست ضميرًا، وإنما هي منقلبة عن نون التوكيد الخفيفة، إجراء للوصل مجرى الوقف، وأكثر ما يكون هذا في الوقف، قال الأعشى:
وصل على حين العشيات والضحى ... ولا تحمد المثرين، والله فاحمدا
أراد فاحمن، ويقال: إنما ثنى لأنه أراد: قف قف بتكرير الأمر، ثم جمعهما في لفظة واحدة، كما قال أبو عثمان المازني في قوله تعالى:{قال رب ارجعون} المراد به: أرجعني أرجعني أرجعني، جعلت الواو علمًا مشعرًا بأن المعنى تكرير للفظ مرارًا. وقفا فعل أمر، ماضيه وقف، ومضارعه يقف، وأصل الأمر فيه أوقف، فحذفت الواو من مضارعه وأمره، وتلتها الألف في الأمر، وهذا احذف قياسي في كل فعل مثال واوي مكسور عين المضارع، مثل يعد ويزن وعد وزن، فتحذف الواو في المضارع لوقوعها بين عدوتيها، وهما الياء والكسرة، وحذفت من الأمر مع الألف للتخفيف. بنك: فعل مضارع من البكاء بالمد والقصر، قال الخليل: كم قصر البكا ذهب به إلى معنى الحزن، ومن مده ذهب به إلى معنى رفع الصوت، هذا قوله وإن شئت قلت: البكا بالقصر إسالة الدمع من غير رفع صوت، وبالمد إسالة