للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

تعلمَ أنْ لا إلهَ إِلَّا اللهُ؟ فقال: بأبي أنتَ وأُمِّي، ما أوصَلَك وأحلَمَك وأكرَمَك! واللهِ لقد ظَنَنتُ أنَّه لو كان مع اللهِ إلهٌ (١) غيرُه لقد أغنَى عَنِّي شيئًا، فقال: "وَيْحَكَ يا أبا سفيانَ! ألم يَأْنِ لك أن تعلم أنّي رسولُ اللهِ؟ فقال: بأبي أنتَ وأُمِّي، ما أوصَلَك وأحلَمَك وأكرَمَك! أمَّا هذه ففي النفسِ منها شيءٌ، فقال له العَبَّاسُ: وَيْحَكَ (٢)! اشهَدْ بشهادةِ (٣) الحقِّ قبل أن تُضرَبَ عُنقك، فشهد وأسلم (٤)، ثم سأل له العَبَّاسُ رسول الله أن يُؤَمِّنَ مَن دخل داره، وقال: إنَّه رجلٌ يُحِبُّ الفخر والذكر، فأسعفه رسولُ اللهِ في (٥) ذلك، وقال: "مَن دخل دارَ أبي سفيان فهو آمِنٌ، ومَن دخل الكعبة فهو آمِنٌ، ومَن ألقَى السِّلاحَ فهو آمِنٌ، ومَن أغلَق بابه على نفسه فهو آمِنٌ" (٦).

وفي خبر ابنِ الزُّبَيْرِ أَنَّه رَآه يومَ اليرموك، قال: وكانت الرُّومُ إذا


(١) سقط من: غ، ي ٣، ر، وفي م: إلهًا".
(٢) في غ، ي ٣، ز، م: "ويلك".
(٣) في ي ٣، م: "شهادة".
(٤) قال الذهبي في سير أعلام النبلاء (٢/ ١٠٦): "أسلم شبه مكره خائف، ثم بعد أيام صلح إسلامه. . . وشهد قتال الطائف، فقلعت عينه حينئذٍ، ثم قلعت الأخرى يوم اليرموك، وكان يومئذ قد حَسُن -إن شاء الله- إيمانه، فإنه كان يومئذ يحرض على الجهاد. . . ولا ريب أن حديثه عن هرقل وكتاب النَّبيِّ يدل على إيمانه، ولله الحمد".
(٥) سقط من: ي ٣، وفي غ: "وفي".
(٦) سيرة ابن هشام ٢/ ٣٩٩، وأخرجه أبو داود (٣٠٢١)، ومن طريقه البيهقي في السنن الكبير (١٨٣٢٤)، وفي معرفة السنن والآثار (٥٤٦١)، وفي دلائل النبوة ٥/ ٣١ - ٣٥، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (٤٨٦)، والطحاوي في شرح المعاني ٣/ ٣١٩، وابن جرير=