للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

رَاضٍ، وأحدُ العَشَرةِ [المشهودِ لهم بالجنَّةِ] (١)، وكان مُجَابَ الدَّعْوةِ، مشهورًا بذلك، تُخَافُ دَعْوَتُه وتُرْجَى، لاشتِهارِ (٢) إجابتِها عندَهم، وذلك أنَّ رسولَ اللَّهِ قال فيه: "اللَّهُمَّ سَدِّدْ سَهْمَه، وأَجِبْ دَعْوتَه" (٣).

وهو أَوَّلُ مَن رمَى بسهمٍ في سبيلِ اللهِ، وذلك في سَرِيَّةِ عُبيدةَ بن الحارثِ، وكان معه يومَئِذٍ المِقْدادُ بنُ عمرٍو، وعتبةُ بنُ غَزْوانَ، ويُروَى أنَّ سعدًا قال في معنى أنَّه أَوَّلُ مَن رَمَى بسهمٍ في سبيلِ اللهِ ﷿ (٤):

أَلَا هَلْ جا رَسُولَ اللَّهِ أَنِّي … حمَيْتُ صَحَابَتِي بِصُدُورِ نَبْلِي

أَذُودُ بها عَدُوَّهُمُ ذِيَادًا … بِكُلِّ حُزُونَةٍ وبِكُلِّ سَهْلِ

فما يَعْتَدُّ رَامٍ من مَعَدٍّ … بِسَهُمٍ مَعْ رسولِ اللَّهِ قَبْلِي

وجمَع رسولُ اللَّهِ له وللزُّبَيرِ أيضًا أَبَويهِ، فقال لكلِّ واحدٍ منهما، فيما رُوِي عنه : "ارْمِ، فِداكَ أبي وأُمِّي" (٥)، ولم يَقُلْ ذلك لأحدٍ غيرِهما فيما يقولون، واللهُ أعلمُ.


(١) في هـ: "المبشرة".
(٢) في م: "لا يشك في"، وفي حاشيتها كالمثبت.
(٣) سيأتي تخريجه قريبًا.
(٤) سيرة ابن هشام ١/ ٥٩٤، وطبقات ابن سعد ٣/ ١٣٢، وأنساب الأشراف ١٠/ ١٣، وأمالي المحاملي ص ٦٧، والمؤتلف والمختلف للدارقطني ١/ ١٩٦.
(٥) تقدم تخريج الدعاء للزبير في ٣/ ١٣٣، ١٣٤.