للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

خُلِقتَ حَلِيفًا (١) للمُروءَةِ (٢) والنَّدَى … بَلِيجًا (٣) ولم تُخلَقْ كَهَامًا (٤) ولا جَبْلَا (٥)

ويُروَى أنَّ معاوية نظَر إلى ابن عَبَّاسٍ يومًا يَتَكَلَّمُ، فأتبَعه بصرَه، وقال مُتَمَثِّلَا:

إذا قال لم يَتْرُكْ مَقالًا لقائلٍ … مُصِيبٍ و [لم يَثْنِ] (٦) اللِّسَانَ على هُجْرِ

يُصَرِّفُ بالقولِ اللَّسانَ إِذا انتَحَى … ويَنْظُرُ في أعطافِه نَظَرَ الصَّقْرِ

ورَوَيْنا أَنَّ عبدَ اللهِ بنَ صَفْوانَ بن أُمَيَّةَ مَرَّ يومًا بدارِ عبدِ الله بن عَبَّاسٍ بِمَكَّةَ، فرَأَى فيها جماعةً مِن طالِبي الفقه (٧)، ومَرَّ بدارٍ عُبَيدِ اللهِ بن عَبَّاسٍ، فَرَأَى فيها جماعةً يَنْتَابونَها (٨) للطَّعام، فدخل على ابن الزُّبَيرِ، فقال له (٩): أصبَحتُ والله كما قال الشَّاعِرُ:

فإِنْ تُصِبْكَ مِن الأَيَّامِ قارِعَةٌ … لم أبك (١٠) منك على دُنْيَا ولا دِينِ

قال: وما ذاكَ يا أعرجُ؟ فقال: هذانِ ابنَا العَبَّاسِ؛ أحدُهما يُفَقِّهُ


(١) في ر، غ، م: "خليقًا".
(٢) في م: "للمودة".
(٣) في ط: "بليحًا"، وفي م: "مليحًا"، وفي حاشية ط: "فليحًا".
(٤) في ر، غ: "كرامًا".
(٥) في م: "جهلا".
(٦) في ر: "لا يثني".
(٧) في غ: "النفقة".
(٨) في هـ: "يتناوبونها".
(٩) بعده في ط: "كيف أصبحت، قال".
(١٠) في م: "نبك".