للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

أسلَم قبلَ الفتحِ، وشهِد حُنَينًا والطائفَ وتبوكَ، قاله الطَّبريُّ وغيرُه (١).

وكان له قَدْرٌ وجَلالةٌ، قُتِل هو وأخوه عبدُ الرحمنِ بنُ بُدَيلٍ بصِفِّينَ، وكان يومَئذٍ على رَجَّالةِ عليٍّ ، وكان مِن وجوهِ أصحابهِ (٢)، وهو الذي صالَح أَصْبهانَ مع عبدِ (٣) اللَّهِ بن عامرٍ، وكان على مُقدِّمَتِه، وذلك زمنَ عثمانَ سنةَ تسعٍ وعشرينَ مِن الهجرةِ.

قال الشَّعبيُّ: كان عبدُ اللهِ بنُ بُدَيلٍ فِي صِفِّينَ عليه دِرْعانِ وسَيْفانِ، وكان يضرِبُ أهلَ الشامِ، ويقولُ:

لم يَبْقَ إِلَّا الصَّبرُ والتَّوكُّلْ

ثم التَّمَشِّي (٤) في الرَّعيلِ الأَوَّلْ

مشيَ الجِمالِ في حِياضِ المَنْهَلْ

واللهُ يقضِي ما يشا (٥) ويَفْعَلْ

فلم يَزَلْ يَضْرِبُ بسَيفِه حَتَّى انتَهَى إلى معاويةَ، فأَزالَه عن موقفِه، وأزالَ أصحابَه الذين كانوا معه، وكان مع معاويةَ يومَئذٍ عبدُ اللَّهِ بنُ عامرٍ واقِفًا، فأقبَل أصحابُ معاويةَ على ابن بُدَيلٍ يَرْمُونَه بالحجارةِ حتَّى أثخَنوه، وقُتِل رحِمةُ اللهِ عليه، فأقبَل إليه معاويةُ وعبدُ اللهِ بنُ


(١) تاريخ ابن جرير ١١/ ٥١١، والمؤتلف والمختلف للدارقطني ١/ ٤٨٩.
(٢) في م: "الصحابة".
(٣) في ط: "عبيد"، وفي حاشيتها كالمثبت.
(٤) في ط: "المشي"، وفي حاشيتها كالمثبت.
(٥) في ط، غ، م: "يشاء".