للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

فصحابة رسول الله خير القرون، وخير أمة أخرجت للناس، ثبتت عدالتهم في الكتاب والسنة، ولا أعدل ممن ارتضاه الله لصحبة نبيه ونصرته، ولا تزكية أفضل من ذلك، ولا تعديل أكمل منه.

والطعن في أحد منهم طعن في الدين، إذ هم ناقلوه ومعلموه، وعنهم أخذ أقوالًا وأعمالًا.

قال أبو زرعة: "إذا رأيت الرجل ينتقص أحدًا من أصحاب رسول الله ، فاعلم أنه زنديق، ذلك أن الرسول عندنا حق، والقرآن حق، وإنما أدَّى إلينا هذا القرآن والسنن أصحاب رسول الله ، وإنما يريدون أن يجرحوا شهودنا؛ ليبطلوا الكتاب والسنة، والجرح بهم أولى، وهم زنادقة" (١).

إن الذين يطعنون في الصحابة، وهم رويبضة هذا الزمان، ومن تبعهم، همج رعاع غوغاء، أتباع كل ناعق، تروج لهم القنوات الإعلامية المشبوهة والصحف المرذولة، طعنًا في الدين، وصدًّا عن الصراط المستقيم.

ومن ثم ازدادت حاجة المسلمين إلى معرفة أخبار الصحابة وسيرهم والوقوف على فضل من نقل عن نبيهم، وقد أشير إلى ذلك في مقدمة تحقيق "الإصابة" لابن حجر.

وكان للإمام ابن عبد البر ، قصب السبق في علم الأثر


(١) الكفاية ص ٤٩.

<<  <  ج:
ص:  >  >>