للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

النهارِ أَخَّرَ القتالَ حتَّى تزولَ الشمسُ، وتَهُبَّ الرِّياحُ، ويَنْزِلَ النصرُ، اللَّهُمَّ ارزُقِ النُّعْمانَ شهادةً بنصرِ المسلمين، [وفتَحٍ] (١) عليهم، فأَمَّنَ القومُ (٢)، وقال لهم: إنِّي أَهُزُّ اللِّواءَ ثلاثَ مَرَّاتٍ، فإذا هَزَرْتُ الثالثةَ فاحمِلوا، ولا يَلْوِ (٣) أحدٌ على أحدٍ، وإن قُتِل النُّعْمانُ فلا يَلْوِي (٤) عليه أَحَدٌ، فَلَمَّا هَزَّ اللواءَ الثالثةَ حَمَلَ، وحَمَلَ الناسُ معه، فكان أَوَّلَ صَرِيعٍ، وأخَذ الرَّايَةَ حُذَيفةُ، ففتَح اللهُ عليهم.

وكانَتْ وقعةُ نَهاوَندَ سنةَ إحدَى وعشرينَ، وكان قَتْلُ النُّعْمانِ بنِ مُقَرِّنٍ يومَ جُمُعةٍ، ولمَّا جاءَ نَعْيُه عمرَ بنَ الخَطَّابِ خَرَج، فَنَعاه إلى الناسِ على المِنْبَرِ، ووضَع يَدَه على رأسِه يبكِي (٥).

حدَّثنا خلفُ بنُ قاسمٍ، حدَّثنا عبدُ اللهِ بنُ محمدِ بنِ ناصحٍ، حدَّثنا أحمدُ بنُ عليِّ بنِ سعيدٍ، حدَّثنا يحيى بنُ مَعِينٍ، حدَّثنا غُنْدَرٌ، عن شُعْبَةَ، عن حُصَيْنٍ، قال، قال: عبدُ اللهِ بنُ مسعودٍ: إِنَّ للإيمانِ بُيُوتًا، [ولِلنِّفاقِ] (٦) بُيُوتًا، وإِنَّ بَيْتَ بني مُقَرِّنٍ مِن بُيُوتِ الإيمانِ (٧).

قال أبو عمرَ : روَى عن النُّعْمانِ بنِ مُقَرِّنٍ مِن الصَّحابةِ


(١) في ي، م: "وافتح".
(٢) في م: "المسلمون"، وفي حاشيتها: "أمن القوم - في نسخة وفي الأصل".
(٣) في ط، ي، ي ١، م: "يلوي".
(٤) في ر، غ: "يلو".
(٥) تاريخ خليفة ١/ ١٤٥، وفتوح البلدان ص ٢٩٧، وتاريخ أصبهان ١/ ١٩، ٢٠.
(٦) في ي، خ: "وإن للنفاق".
(٧) أخرجه ابن أبي خيثمة في تاريخه ٣/ ١٦ من طريق يحيى بن معين به.