للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قيلَ: كانَ ذلك في غزوةِ بني المُصطَلِقِ، وقيلَ: في تَبوكَ.

وشهِدَ زيدُ بنُ أرقَمَ مع عليٍّ صِفِّينَ، وهو مَعدودٌ في خاصَّةِ أصحابِه.

ذكَرَ ابنُ إسحاقَ (١)، عن عبدِ اللهِ بن أبي بكر بن محمد بنِ عمرِو ابن حزمٍ، قالَ: كانَ زِيدُ بنُ أرقَمَ يتيمًا في حَجرِ عبدِ اللهِ بنِ رواحةَ، فخرَجَ به معَه إلى مُؤتَةَ يحمِلُه علَى حقيبةِ رَحلِه (٢)، فسمِعَه زيدُ بنُ أرقَمَ مِنَ اللَّيل وهو يتمثَّلُ أبياتَه التي يقولُ فيها:

إذا أَدَّيتِنِي (٣) وحَمَلْتَ رَحلِي … مَسيرةَ أربع بعدَ الحِسَاءِ (٤)

فشَأنَك فَانْعَمِي وَخَلَاكِ ذَمٌّ … ولا أرْجِعْ (٥) إلى أهْلِي ورَائي

وجاءَ المؤمنونَ (٦) وغادَرُونِي … بأَرْضِ الشَّامِ مُشتهِيَ (٧) الثَّواءِ

فبَكَى زيدُ بنُ أرقمَ، فخفَقَه عبدُ اللهِ بنُ رَواحَةَ بالدِّرَّةِ (٨)، وقالَ:


(١) سيرة ابن هشام ٢/ ٣٧٦.
(٢) ط: "الرحل"، والحقيبة: ما يجعله الراكب وراءه إذا ركب، الإملاء المختصر في شرح غريب السير ص ٣٥٥.
(٣) في م: "أدنيتني".
(٤) الحساء: جمع حسي، وهو ماء يغور في الرمل إذا بحث عنه وجد، الإملاء المختصر في شرح غريب السير ص ٣٥٥.
(٥) قال أبو ذر الخشني: قوله: ولا أرجع: فهو مجزوم على الدعاء، دعا على نفسه أن يستشهد ولا يرجع إلى أهله"، الإملاء المختصر في شرح غريب السير ص ٣٥٥.
(٦) في ط: "المسلمون"، وفي حاشيتها كالمثبت.
(٧) في م: "مشهو"، وفي حاشية ط: "منتهى".
(٨) في ي ١: "بالمدرة".