للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَالَ: خَرَجْنَا وَمَعَنَا غَالِبُ بْنُ أَبْجَرَ فَمَرِضَ فِي الطَّرِيق، فَقَدِمْنَا الْمَدِينَةَ وَهُوَ مَرِيضٌ، فَعَادَهُ ابْنُ أَبِي عَتِيقٍ وَقَالَ لَنَا: عَلَيْكُمْ بِهَذِهِ الْحَبَّةِ السَّوْدَاء، فَخُذُوا مِنْهَا خَمْسًا أَوْ سَبْعًا فَاسْحَقُوهَا ثُمَّ اقْطُرُوهَا فِي أَنْفِهِ بِقَطَرَاتِ زَيْتٍ فِي هَذَا الْجَانِبِ وَفِي هَذَا الْجَانِبِ؛

===

(قال) خالد: (خرجنا) معاشر الرفقة من الكوفة إلى المدينة (ومعنا غالب بن أبجر) - بفتح الهمزة وسكون الموحدة وفتح الجيم بعدها راء - غير منصرف، الصحابي رضي الله تعالى عنه (فمرض) غالب (في الطريق، فقدمنا المدينة وهو) أي: والحال أن غالبًا (مريض، فعاده) أي: فعاد غالبًا من مرضه (ابن أبي عتيق) عبد الله بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق، وأبو عتيق كنية أبيه محمد.

قال خالد بن سعد: (وقال لنا) معاشر الرفقة ابن أبي عتيق عبد الله بن محمد الزائر للمريض: (عليكم) أي: الزموا أيها الرفقة تداوي هذا المريض (بهذه الحبة السوداء، فخذوا منها) والفاء فاء الفصيحة واقعة في جواب شرط مقدر، تقديره: إذا عرفتم ما قلت لكم وأردتم بيان كيفية المداواة بها .. فأقول لكم: خذوا (خمسًا) منها، أي: من حباتها (أو سبعًا) أو تسعًا منها مثلًا، مع رعاية الأوتار (فاسحقوها) أي: فدقوا تلك الحُبَيْبَاتِ المأخوذة (ثم اقطروها) أي: صبوها (في أنفه) أي: في أنف المريض مخلوطةً (بقطرات زيت) من الزيتون أولًا (في هذا الجانب) اليمين (و) ثانيًا (في هذا الجانب) اليسار.

وقد ذكر الأطباء في علاج الزكام العارض معه عطاس كثير أنه تقلى الحبة السوداء، ثم تدق حتى تصير دقيقًا ناعمًا، ثم تنقع وتبل في زيت، ثم يقطر منها في الأنف ثلاث قطرات، في كل أنف، فلعل غالب بن أبجر كان مزكومًا، فلذا

<<  <  ج: ص:  >  >>