للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

فَقَالَتْ: أَمَرَنِي أَبِي بِهَذَا، فَكَانَ عَلِيٌّ يَقُولُ بِالْعِرَاقِ: فَذَهَبْتُ إِلَي رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُحَرِّشًا عَلَى فَاطِمَةَ فِي الَّذِي صَنَعَتْهُ، مُسْتَفْتِيًا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الَّذِي ذَكَرَتْ عَنْهُ

===

(فقالت) فاطمة لعلي: (أمرني أبي بهذا) التحلل الذي نشأ عنه لُبْسُ الصبيغِ والاكتحالُ لا بهما؛ إذ هما من المباح، وهو غير مأمور به، أو أريد بالأمر: الإباحة.

قال جابر بالسند السابق: (فكان علي) رضي الله تعالى عنه (يقول) ويحدث لنا (بالعراق) زمن نزوله بالعراق بالكوفة: (فذهبت) أنا (إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم) حين أنكرتُ على فاطمةَ إحلالها حالة كوني (محرشًا) بصيغة اسم الفاعل؛ من التحريش بمعنى الإغراء؛ أي: مغريًا له صلى الله عليه وسلم (على فاطمة في الذي) أي: لأجل الإحلال الذي (صنعته) فاطمة؛ والتحريش: الإغراء؛ وهو في أصله: تهييج بعض البهائم؛ كالكلب على بعض؛ كالصيد؛ كما يفعل بين الجِمَالِ والأثوار والكبالش والدِّيَكةِ وغيرها، قال ابن الأثير: أراد بالتحريش هنا: ذكر ما يُوجب عِتابَه لها. انتهى.

وحالة كوني (مستفتيًا) أي: مريدًا لاستفتاء والسؤال لـ (رسول الله صلى الله عليه وسلم في الذي ذكرت) وأخبرت فاطمة (عنه) صلى الله عليه وسلم؛ من أنه أمرني بالإحلال.

قال الزرقاني: ولم يقنع علي بقولها: (أبي أمرني) وخبر الواحد مقبول؛ لجواز أنه فهم أنه أمرها بالإحلال، ولا يلزم منه لُبْسُ الصَّبْغِ والاكتحالُ؛ لِقُرْبِ زمنِ الإحرام الماضي، والَّذِي تُنْشِئُهُ، أو جوَّز أَمْرَهُ لعموم الصحابة، وأن لها أمرًا يَخُصُّها؛ لأنها بضعة منه صلى الله عليه وسلم؛ فلا تفعل إلا ما يَفْعَلُه، أو فَهِمَ

<<  <  ج: ص:  >  >>