(لي من) الله (توبة؟ فقال) الرجل العالم له: (وَيْحكَ! ) أي: ألزمك الله الرحمة! (ومن يحول) ويحجر (بينك) أيها القتال (وبين التوبة) من الله تعالى؟ ! فإن أردت التوبة إلى الله تعالى .. (اخرج من القرية الخبيثة التي أنت فيها) المشؤومة التي لا خير لك فيها؛ لكونها قرية أهل الفجور والمعاصي (إلى القرية الصالحة) أي: التي فيها أهل الصلاحِ والخيرِ، ثم أبدل من القرية الصالحة قوله:(قريةِ كذا وكذا) أي: أخرج من قريتك الخبيثة (إلى قرية كذا وكذا) التي فيها أهل الصلاح والخير؛ وفي رواية مسلم زيادة:(فإن بها) أي: بتلك القرية (أناسًا يعبدون الله تعالى) بأنواع العبادات (فاعبد ربك فيها) أي: في تلك القرية معهم.
(فخرج) ذلك القتال من قريته الخبيثة حالة كونه (يريد) ويقصد (القرية الصالحة) لعبادة الله فيها مع أهلها، وفي رواية مسلم زيادة:(ولا ترجع إلى أرضك؛ فإنها أرض سوء)، (فعرض) أي: جاء (له أجله) أي: أجل موته (في الطريق) أي: في طريق ذهابه إلى القرية الصالحة.
وفي قوله:(فاخرج من قريتك إلى قرية كذا وكذا، واعبد ربك فيها) الحضُّ على مفارقةِ الأرض التي اقترف فيها الذنبَ، وعلى مفارقة الإخوان الذين ساعدوه عليه مبالغة في التوبة، وعلى استبدال ذلك بصحبة أهل الخير والصلاح.
ووقع في "المعجم الكبير" للطبراني أن اسم تلك القرية التي هاجر إليها (نَصْرَةُ) واسمُ القرية التي أذنب فيها: (كفرةُ) ذكره الحافظ.