قوله:(من ضار) أي: مسلمًا؛ كما في رواية؛ أي: من أدخل على مسلم جارًا كان أو غيره مضرة في ماله أو في نفسه أو عرضه بغير حق .. (أضر الله به) أي: جازاه من جنس فعله، وأدخل عليه المضرة (ومن شاق) أي: مسلمًا؛ كما في رواية، والمشاقة: المنازعة؛ أي: من نازع مسلمًا ظلمًا وتعديًا .. (شاق عليه) أي: أنزل الله عليه المشقة جزاءًا وفاقًا، والحديث يدل على تحريم الضرار على أي صفة كان من غير فرق بين الجار وغيره. انتهى من "العون".
وعبارة "التحفة": (من ضار) - بشد الراء - أي: أوصل ضرارًا إلى مسلم .. (ضار الله به) أي: أوقع به الضرر البالغ (ومن شاق) - بشد القاف - أي: أوصل مشقة إلى أحد بمحاربة أو غيرها .. (شَاقَّ اللهُ عليه) أي: أدخل الله عليه ما يشق عليه، قيل: إن الضرر والمشقة متقاربان، لكن الضرر يستعمل في إتلاف المال، والمشقة في إيصال الأذية إلى البدن؛ كتكليفه بعمل شاق. انتهى من "تحفة الأحوذي".
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: أبو داوود في كتاب الأقضية، باب في القضاء، والترمذي في كتاب البر والصلة، باب في الخيانة والغش، قال أبو عيسى: هذا حديث حسن غريب، هذا آخر كلامه، والنسائي، وأبو صرمة هذا له صحبة، شهد بدرًا، واسمه مالك بن قيس، ويقال: ابن أبي أنيس، ويقال: قيس بن مالك، وقيل: مالك بن أسعد، وقيل: لبابة بن قيس أنصاري نجاري. انتهى من "العون".
فدرجة هذا الحديث: أنه صحيح؛ لصحة سنده وللمشاركة فيه، وغرضه: الاستشهاد به.