للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

(٧٢) - ١٩٤ - (٢٠) حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ،

===

قلت: ظاهر الحديث يفيد أن سبحات الوجه لا تظهر لأحد، وإلا .. لاحترقت المخلوقات، فكيف يقال: إن الملائكة يرونها؟ ! فليتأمل.

قوله: "ما انتهى إليه بصره" أي: كل مخلوق انتهى إلى ذلك المخلوق بصره تعالى، ومعلوم أن بصره محيط بجميع المخلوقات مع وجود الحجاب، فكيف إذا كشف؟ ! فهذا كناية عن هلاك المخلوقات أجمع، وقيل: المراد ما انتهى بصره إلى الله تعالى؛ أي: كل من يراه يهلك، فكأنهم راعوا أن الحجاب مانع عن إبصارهم، فعند الرفع ينبغي أن يعتبر إبصارهم، وإلا .. فإبصاره تعالى دائم، فليتأمل.

وقيل: المراد بالبصر النور، والمعنى: أي كل مخلوق انتهى إلى ذاك نوره تعالى، وقوله: "من خلقه" على الوجوه كلها .. بيان لما في قوله: "ما انتهى إليه بصره"، وفي رواية: (لو كشفها) لعل تأنيث الضمير بتأويل النور بالأنوار. انتهى من "السندي".

وقد بسطنا الكلام على هذا الحديث في "شرحنا على مسلم بن الحجاج" بما لا مزيد عليه، والله سبحانه وتعالى أعلم.

وهذا الحديث شارك المؤلف في روايته: مسلم؛ أخرجه في كتاب الإيمان، باب (٧٩).

* * *

ثم ذكر المؤلف رحمه الله تعالى المتابعة في حديث أبي موسى رضي الله عنه، فقال:

(٧٢) - ١٩٤ - (٢٠) (حدثنا علي بن محمد) بن إسحاق بن أبي شداد الطنافسي الكوفي.

<<  <  ج: ص:  >  >>