سببية لرجلين؛ لأن الجمل بعد النكرات صفات، وكذا جملة قوله:(كلاهما دخل الجنة) صفة ثانية له، ووحد الفعل في قوله:(دخل) نظرًا إلى لفظ (كلا)، لا معناه؛ لأن مراعاة لفظه أرجح من مراعاة معناه، نظير قوله:{كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا}(١)، حيث لم يقل: آتتا أكلهما.
وذلك أنه (يقاتل هذا) الرجل (في سبيل الله) تعالى وطاعته لإعلاء كلمته، (فيستشهد) بالبناء للمفعول؛ أي: فيقتل شهيدًا في يد الكافر، (ثم يتوب الله) سبحانه وتعالى (على قاتله) أي: على قاتل هذا الشهيد، (فيسلم) هذا القاتل (فيقاتل في سبيل الله، فيستشهد) أي: فيقتل هذا القاتل شهيدًا أيضًا، فهما يدخلان الجنة شهيدين.
وهذا الحديث شارك المؤلف في روايته: مسلم؛ أخرجه في كتاب الإمارة، باب (٣٥)، الحديث (٤٨٧٠).
فدرجته: أنه صحيح، وغرضه: الاستشهاد به.
* * *
ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى رابع عشره لحديث جرير بحديث آخر لأبي هريرة رضي الله عنهما، فقال:
(٦٨) - ١٩٠ - (١٦)(حدثنا حرملة بن يحيى) بن عبد الله بن حرملة بن عمران التجيبي أبو حفص المصري صاحب الشافعي وتلميذه، صدوق، من