(فقال الرب تبارك) أي: تزايد خيره وإحسانه لعباده مرة بعد مرة (وتعالى) أي: ترفع عما لا يليق به من سمات الحوادث: (إنه) أي: إن الشأن والحال (سبق مني) في محكم كتابي: (أنهم) أي: أن الأموات (إليها) أي: إلى الدنيا (لا يرجعون) بعد الموت، (قال) أبوك للرب جل جلاله: (يا رب؛ فأبلغ) من الإبلاغ (من) بقي (ورائي) وخلفي في الدنيا ما أنا فيه من الكرامة والنعيم ترغيبًا لهم في الجهاد، (قال) جابر: (فأنزل الله تعالى) قوله: ({وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ})(١).
وهذا الحديث شارك المؤلف في روايته: الترمذي؛ أخرجه في كتاب التفسير، باب ومن سورة آل عمران، وقال: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه، ولا نعرفه إلا من حديث موسى بن إبراهيم، ورواه علي بن عبد الله بن المديني وغير واحد من كبار أهل الحديث، هكذا عن موسى بن إبراهيم، وقد روى عبد الله بن محمد بن عقيل عن جابر شيئًا من هذا؛ أي: مختصرًا، وأخرجه ابن مردويه مطولًا، وأحمد في "مسنده"، قال السندي: وفي "الزوائد": إسناده ضعيف، وطلحة بن خراش قيل فيه: روى عن جابر مناكير، وموسى بن إبراهيم ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال: يخطئ. انتهى.
قلت: ليس الحديث من أفراد ابن ماجه لا متنًا ولا سندًا، بل أخرجه غيره من كبار أهل الحديث، كما مر آنفًا.