وهذا السند من خماسياته؛ رجاله ثلاثة منهم بصريون واثنان كوفيان، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات.
(قال) أبو موسى: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: جنتان) مبتدأ أول وسوغ الابتداء بالنكرة وقوعه في معرض التفصيل (من فضة) خبر مقدم للمبتدأ الثاني (آنيتهما) مبتدأ ثان (وما فيهما) معطوف على المبتدأ الثاني، وجملة الثاني خبر للأول، والتقدير: جنتان آنيتهما وما فيهما كائنة من فضة، وكذا يقال في قوله:(وجنتان من ذهب آنيتهما وما فيهما) والتقدير: وجنتان آنيتهما وما فيهما كائنة من ذهب (وما بين القوم) أي: أهل الجنة (وبين أن ينظروا إلى ربهم تبارك وتعالى إلا رداء الكبرياء) أي: إلا رداء هي الكبرياء والتعالي عن صفات الحوادث، حالة كونه (على وجهه) المقدس وذاته المنزه (في جنة عدن) حال من فاعل ينظرون.
وهذا الحديث شارك المؤلف في روايته: البخاري؛ أخرجه في كتاب التفسير، في باب تفسير سورة الرحمن، ومسلم في كتاب الإيمان، والترمذي في كتاب صفة الجنة.
فدرجته: أنه صحيح، وغرضه: الاستشهاد به.
قال السندي: والظاهر أن المراد برداء الكبرياء نفس صفة الكبرياء على أن الإضافة بيانية، وهذا هو الموافق لحديث:"الكبرياء ردائي"، وحينئذ لا يخفى أن ظاهر هذا الحديث يفيد أنهم لا يرونه تعالى؛ فإنه إذا كان رداء الكبرياء مانعًا عن نظر أهل جنة عدن، فكيف غيرهم؟ ! وصفة الكبرياء من لوازم ذاته تعالى لا