للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

فَيَنْظُرُ عَنْ مَنْ أَيْمَنَ مِنْهُ فَلَا يَرَى إِلَّا شَيْئًا قَدَّمَهُ، ثُمَّ يَنْظُرُ عَنْ مَنْ أَيْسَرَ مِنْهُ فَلَا يَرَى إِلَّا شَيْئًا قَدَّمَهُ، ثُمَّ يَنْظُرُ أَمَامَهُ فَتَسْتَقْبِلُهُ النَّارُ، فَمَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يَتَّقِيَ النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ .. فَلْيَفْعَلْ".

===

معرب، وقيل: عربي، والمراد أنه لا واسطة بينهما، (فينظر) أحدكم (عن من) هو في جانب (أيمن منه، فلا يرى إلا شيئًا قدمه) من الأعمال الصالحة، (ثم ينظر عن من) هو في جانب (أيسر منه، فلا يرى إلا شيئًا قدمه) من الأعمال السيئة، (ثم ينظر أمامه، فتستقبله) أي: تظهر له (النار، فمن استطاع) وقدر (منكم) أيها المؤمنون (أن يتقي النار) أي: أن يجعل بينه وبينها وقاية وسترًا، (ولو) كان اتقاؤه وستره منها (بشق تمرة) -بكسر الشين- أي: بنصف حبة تمرة؛ أي: بالتصدق به .. (فليفعل) ذلك الاتقاء؛ أي: فليتصدق به، وهذا من باب ذكر الأعم وإرادة الأخص، وفي الحديث الحث على الصدقة، وأنه لا يمتنع منها لقلتها، وأن قليلها سبب للنجاة من النار. انتهى "نواوي".

وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: البخاري؛ أخرجه في كتاب الرقاق، باب من نوقش الحساب عذب، وأخرجه أيضًا في كتاب التوحيد، باب قوله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ} (١)، ومسلم؛ أخرجه في كتاب الزكاة، باب الحث على الصدقة، والترمذي؛ أخرجه في كتاب صفة القيامة والرقائق.

فدرجته: أنه صحيح، وغرضه: الاستشهاد به.

* * *

ثم استشهد المؤلف رحمه الله تعالى ثامنًا لحديث جرير بحديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنهما، فقال:


(١) سور القيامة: (٢٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>