قلوبهم، (يمرقون) أي: يخرجون (من الدين، كما يمرق السهم من الرمية) أي: من الصيد المرمي بلا أثر دم ولا فرث، (ثم لا يعودون فيه) أي: في الدين.
(هم) أي: أولئك القوم (شرار الخلق والخليقة) أي: أخساء الخلق وأراذلهم، والخلق: الناس، والخليقة: البهائم، وقيل: هما بمعنىً واحد، ويريد بهما جميع الخلق، (قال عبد الله بن الصامت: فذكرت ذلك) الحديث الذي سمعته من أبي ذر (لرافع بن عمرو) الغفاري البصري، وقوله:(أخي الحكم بن عمرو الغفاري) بدل من رافع بن عمرو، أو عطف بيان له، (فقال) عمرو بن نافع: (وأنا أيضًا قد سمعته) أي: قد سمعت هذا الحديث (من رسول الله صلى الله عليه وسلم)، وهما أخوان صحابيان، غلب عليهما هذا النسب إلى بني غفار وليسا منهم، كما في "أسد الغابة".
وفي "التهذيب": أما رافع بن عمرو الغفاري يكنى أبا جبير .. فهو صحابي عداده في أهل البصرة. روى عن: النبي صلى الله عليه وسلم، ويروي عنه: ابنه عمران، وعبد الله بن الصامت، وأبو جبير مولى أخيه الحكم بن عمرو، له عندهم حديثان؛ أحدهما في الخوارج مقرونًا بأبي ذر عند مسلم وغيره، والآخر عند أبي داوود وغيره في الزجر عن رمي النخل، وفيه:(اللهم؛ أشبع بطنه). انتهى.
وهذا الحديث شارك المؤلف في روايته: مسلم؛ أخرجه في كتاب الزكاة، في باب الخوارج شر الخلق والخليقة.