(يتوضأ) وضوءًا خفيفًا مستعجلًا، (فقالت) له: (أسبغ الوضوء) أي: أكمله بغسل جميع محل الفرض.
وهذان السندان من سداسياته، وحكمهما: الصحة؛ لأن رجالهما ثقات.
والفاء في قوله:(فإني سمعت) تعليلية بمعنى اللام، والتقدير: وإنما أمرتك بالإسباغ؛ لأني سمعت (رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ويل) أي: هلاك عظيم، وسوّغ الابتداء بالنكرة على هذا المعنى قصد التهويل.
(للعراقيب) أي: لأصحاب العراقيب جمع عرقوب؛ كعصافير جمع عصفور؛ وهو عصب غليظ فوق عقب الإنسان (من النار) الأخروية، فتواعدهم بالنار؛ لعدم طهارتها، ولو كان المسح كافيًا .. لما تواعدهم بالنار، وقد صح من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده أن رجلًا قال: يا رسول الله؛ كيف الطهور؟ فدعا بماء، فغسل كفيه ثلاثًا ... إلى أن قال: ثم غسل رجليه ثلاثًا، ثم قال:"هكذا الوضوء، فمن زاد على هذا، أو نقص .. فقد أساء وظلم". هذا حديث صحيح أخرجه أبو داوود وغيره بأسانيدهم الصحيحة، والله أعلم.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: مسلم؛ أخرجه في الطهارة، في باب وجوب غسل الرجلين بكمالهما، رقم (٢٥)(٢٤٠) عن أبي هريرة، والبيهقي (١/ ٦٩)، والطبراني (٨/ ٣٤٨)، رقم (٨١١٥) عن أبي أمامة، وابن أبي شيبة في "مسنده"، وأبو عوانة أيضًا.
فدرجته: أنه صحيح؛ لكون رجاله ثقات، ولأن له شواهد، وغرضه: الاستشهاد به لحديث عبد الله بن عمرو.