للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "ما مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا لَهُ مَنْزِلَانِ؛ مَنْزِلٌ فِي الْجَنَّةِ وَمَنْزِلٌ فِي النَّارِ؛ فَإِذَا مَاتَ فَدَخَلَ النَّارَ .. وَرِثَ أَهْلُ الْجَنَّةِ مَنْزِلَهُ؛ فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى: {أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ} ".

===

وهذا السند من خماسياته، وحكمه: الصحة؛ لأن رجاله ثقات أثبات.

(قال) أبو هريرة: (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما منكم) أيها الناس (من أحد .. إلا له منزلان؛ منزل في الجنة، ومنزل في النار، فإذا مات) أحدكم أيها الناس (فدخل النار) بكفره أو نفاقه، لا بالمعاصي، ولو كانت كبائر؛ لأنه لا يخلد في النار، فلا يورث منزله .. (ورث أهل الجنة منزله) الذي كان له على طريق الأصالة (فـ) شاهد (ذلك) أي: شاهد إرث أهل الجنة منزله؛ أي: مصداقه وشاهده (قوله تعالى: {أُولَئِكَ}) الفاعلون المتصفون بالأعمال المذكورة قبل هذه الآية: ({هُمُ الْوَارِثُونَ}) (١) لمنازل أهل النار التي كانت لهم في الجنة بطريق الوراثة عنهم.

ختم المؤلف كتابه بهذه الكلمة؛ تفاؤلًا بإرثه وفوزه من ذلك الميراث الذي كان لأهل الجنة.

قال ابن جرير: معنى قوله تعالى: {أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ}؛ أي: من عمل بما ذكر في هذه الآيات .. فهم الوارثون؛ أي: يرثون منازل أهل النار من الجنة.

وهذا الحديث انفرد به ابن ماجه، ودرجته: أنه صحيح؛ لصحة سنده، وغرضه: الاستشهاد به لحديث أبي هريرة الأول.


(١) سورة المؤمنون: (١٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>