(نعم) يا رب؛ بلغته إليهم (فيدعى قومه) أي: قوم ذلك النبي (فيقال) لهم من جهة الله: (هل بلغكم) نبيكم ما أرسلته به إليكم؟ (فيقولون) أي: فيقول قومه للرب جل جلاله: (لا) أي: ما بلغه إلينا.
(فيقال) من جهة الله لذلك النبي الذي أنكروه قومه تبليغه إليهم: (من يشهد لك) أيها النبي تبليغك إليهم ما أرسلت به إليهم؟ (فيقول) ذلك النبي الذي أنكروا تبليغه إليهم: يشهد لي يا رب على تبليغي (محمد) صلى الله عليه وسلم (وأمته، فتدعى) عند ذلك (أمة محمد، فيقال): من جهة الله لأمة محمد صلى الله عليه وسلم: (هل بلغ) إلى أمته (هذا) النبي الذي أنكر قومه تبليغه إليهم؟ (فيقولون) أي: فيقول أمة محمد صلى الله عليه وسلم للرب جل جلاله: (نعم) بلغ هذا النبي ما أرسلته به إليهم، فهم كاذبون في إنكارهم تبليغه إليهم.
(فيقول) الرب جل جلاله لأمة محمد صلى الله عليه وسلم: (وما) سبب (علمكم بذلك) أي: بتبليغه إليهم رسالتي وأنتم متأخرون عنهم في الزمن؟ (فيقولون) أي: فيقول أمة محمد للرب: (أخبرنا نبينا) محمد صلى الله عليه وسلم (بذلك) أي: بتبليغ ذلك النبي إلى أمته ما أمر بتبليغه إليهم.
وقوله:(أن الرسل ... ) إلى آخره .. بدل من اسم الإشارة، بدل كل من بعض، وقد جوزه بعض النحاة؛ أي: أخبرنا نبينا بأن الرسل (قد بلغوا) إلى أممهم ما أمروا بتبليغهم (فصدقناه) أي: فصدقنا نبينا صلى الله عليه وسلم