المجهول؛ من النَّكْتِ؛ وهو في الأصل: أَنْ تَضْرِبَ في الأرض بقضيبٍ فيؤثر فيها؛ أي: جعلت في قلبه نكتةٌ سوداء؛ أي: أثرٌ قليلٌ؛ كالنقطة، شِبْهُ الوسخ في المرآة والسيف.
وقال القاري في "المرقاة"(٥/ ١٧٣): أي: كقَطْرةِ مداد يُقْطَر على القرطاس، ويختلف على حسب المعصية وقدرها، والحمل على الحقيقة أولى من جعله من باب التمثيل والتشبيه؛ حيث قيل: شُبِّهَ (القلبُ) بثوب في غاية النقاء والبياض، و (المعصية) بشيء في غاية السواد أصاب ذلك الأبيض، فبالضرورة أنه يذهب ذلك الجمال منه، وكذلك الإنسان إذا أصاب المعصية .. صار كأنه حصل له ذلك السَّواد في ذلك البياض.
(فإن تاب) ذلك المؤمن (ونزع) نفسه عن ارتكاب المعاصي (واستغفر) أي: سأل الله المغفرة وتاب؛ أي: من ذلك الذنب (صُقل قَلْبُه) بالصاد المهملة على البناء للمفعول، قال في "القاموس": الصَّقلُ هو السقل، وقال فيه: صقله جلَّاه. انتهى.
والمعنى: نَظُف وصُفِّي مرآةُ قلبه؛ لأن التوبة بمنزلة المِصْقَلَةِ تمسح بها وسخ القلب وسواده حقيقيًّا أو تمثيليًّا.
(فإن زاد) الذنب ولم يتب .. (زادت) النكتة، وفي رواية الترمذي:(وإن عاد) أي: العبد في الذنب والخطيئة .. (زيد فيها) أي: في النكتة السوداء (حتى تعلو) النكتة وتعم قلبه، وتعلو عليه وترتفع وتُطفئ نور قلبه، فتَعْمى بصيرته (فذلك) الأثر المستقبحُ المستعلي على قلبه المطفئُ لنور بصيرته هو (الرَّان) والصَّدَأ (الذي ذكره الله) سبحانه وتعالى (في كتابه) العزيز، وأدخل