قال عبد الله:(فأخذوا) أي: شرعوا (بي) أي: شرعت الملائكة الثلاثة بي طريق (ذات اليمين) أي: في جهة اليمين من النار؛ وهي الطريق الموصلة إلى الجنة (فلما أصبحت) أي: دخلت في الصباح، ذهبت إلى بيت أختي حفصة، فـ (ذكرت ذلك) المنام (لحفصة) شقيقتي أم المؤمنين رضي الله تعالى عنها (فزعَمَتْ حفصةُ) أَيْ: قالَتْ لي حفصةُ: (أنَّها) أي: أن حفصة (قصتها) أي: قصت وأخبرت تلك الرؤيا (على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال) لها رسول الله صلى الله عليه وسلم في شأني: (إن عبد الله رجل صالح لو كان يكثر الصلاة من الليل) أي: في آناء الليل (قال) سالم بن عبد الله: (فكان) والدي (عبد الله) بن عمر (يكثر الصلاة من) آناء (الليل) بعد ذلك اليوم؛ أي: بعدما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك الكلام، فلا ينام إلا قليلًا، قدر الراحة من تعب القيام، قال النووي: ففيه دلالة على فضيلة قيام الليل وصلاته.
قال القرطبي: وإنما فهم النبي صلى الله عليه وسلم من رؤية عبد الله للنار أنه ممدوح؛ لأنه عرض على النار ثم عوفي منها، وقيل له: لا روع عليك، وهذا إنما هو لصلاحه، وما هو عليه من الخير غير أنه لم يكن يقوم من الليل؛ إذ لو كان ذلك .. ما عرض على النار ولا رآها، وأنه حصل لعبد الله رضي الله تعالى عنه من تلك الرؤية يقين مشاهدة النار، والاحتراز والتنبيه على أن قيام الليل مما يتقى به النار، ولذلك لم يترك قيام الليل بعد ذلك.
وشارك المؤلف في رواية هذا الحديث: البخاري في كتاب التهجد، باب