أي: أُثْنِيك ثَناءً (كما ينبغي لجلال وجهك) وعظمة ذاتك، (ولعظيم سلطانك) ومُلكك (فعضلت) هذه الكلمة التي قالها في ثناء ربه، أي: أعجزت هذه الكلمة (بالملكين) الكاتبين لأعماله الحافظين لها.
قال السندي: أن ضمير (عضلت) عائد لهذه الكلمة التي قالها العبد، والباء في (بالملكين) للتعدية، يقال: عضل به الأمرُ؛ إذا اشتدَّ.
(فلم يدريا) أي: فلم يدر الملكان ولم يعلما (كيف يكتبانها) أي: هل يكتبان أجرها مثل سائر أجور الأذكار، أم يكتبان أجرها بأزيد على أجور سائر الأذكار (فصعدا) أي: سعد الملكان (إلى السماء) ليسألا الرب جل جلاله قدر ما يكتبانه في أجر هذه الكلمة التي قالها العبد في ثناء ربه (وقالا) أي: قال الملكان للرب جل جلاله: (يا ربنا؛ إن عبدك) هذا (قد قال) في ثنائك (مقالة) عظيمة (لا ندري) ولا نعلم (كيف نكتبها) أي: كيف نكتب ثوابها (قال الله عز) أي: اتصف بكل الكمالات (وجل) أي: تنزه عن كل النقائص (وهو) أي: والحال أنه (أعلم بما قال عبده) في ثنائه، أي: قال الله للملكين والحال أنه أعلم بما قاله العبد: (ماذا قال عبدي) حين ذكرني؟
(قالا) أي: قال الملكان للرب جل جلاله: (يا رب؛ إنه) أي: إن عبدك (قال) في ثنائك: (يا رب؛ لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك، فقال الله عز وجل لهما): أي: للملكين: (اكتباها) أي: اكتبا أيها