للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الصَّائِمَ: الْحِجَامَةُ وَالْقَيْءُ وَالِاحْتِلَامُ» (١).

وعن أبي سعيد أن النبي «رَخَّصَ فِي الْحِجَامَةِ لِلصَّائِمِ» (٢).


(١) ضعيف: ومدار هذا الحديث على زيد بن أسلم، فأخرجه الترمذي (٧١٩)، وابن خزيمة (١٩٧٢) من طريق عبد الرحمن بن زيد بن أسلم عن أبيه عن عطاء بن يسار عن أبي سعيد به.
ولهذا الحديث علتان ذكرهما ابن خزيمة فقال: حديث عبد الرحمن بن زيد بن أسلم هذا إسناده غلط، ليس فيه عطاء بن يسار ولا أبو سعيد، وعبد الرحمن بن زيد ليس هو ممن يحتج أهل التثبت بحديثهم لسوء حفظه للأسانيد، وهو رجل صناعته العبادة والتقشف والموعظة والزهد، ليس من أحلاس الحديث الذي يحفظ الأسانيد. وقال الترمذي: حديث غير محفوظ.
وتابع عبد الرحمن بن زيد أسامة بن زيد بن أسلم ولكنه ضعيف، أخرجه ابن أبي حاتم (١/ ٢٤٠).
وروى عبد الرزاق (٧٥٣٩) عن أبي بكر بن عبد الله عن أبيه عن عطاء بن يسار عن رجل من أصحاب النبي به، وخالفهم سفيان الثوري فرواه عن زيد بن أسلم عن رجل من أصحابه عن رجل من أصحاب النبي ، أخرجه أبو داود (٢٣٧٦)، وابن خزيمة (١٩٧٣) وغيرهما.
وتابع سفيان معمر كما أخرجه عبد الرزاق (٧٥٣٨). قال: الدارقطني في «العلل» (١١/ ٢٦٩): والصحيح ما قاله الثوري. وصحح أبو حاتم وأبو زرعة رواية سفيان كما في «العلل» (١/ ٢٣٩). قال البيهقي: والصحيح رواية سفيان الثوري، وإذا كان الصحيح رواية الثوري عن زيد عن رجل من أصحابه؛ فهذا الرجل مجهول، والحديث لا يصح عن رسول الله ، والله أعلم.
(٢) ضعيف والصحيح فيه الوقف على أبي سعيد: ومدار هذا الحديث على أبي المتوكل عن أبي سعيد. أخرجه الترمذي في «العلل الكبير» (٢١٥)، والطبراني في «الأوسط» (٧٧٩٣) وغيرهما، عن إسحاق الأزرق عن سفيان عن خالد الحذاء عن أبي المتوكل عن أبي سعيد مرفوعًا، وهذا الحديث معل بالوقف. خالف إسحاق الأزرق الأشجعي فرواه موقوفًا، أخرجه ابن خزيمة (١٩٦٩) وغيره.
قال الترمذي في «العلل الكبير» (١٢٦): وسألت محمدًا عن هذا الحديث، فقال: حديث إسحاق الأزرق عن سفيان هو خطأ، وحديث أبي المتوكل عن أبي سعيد موقوفًا أصح، هكذا روى قتادة وغير واحد عن أبي المتوكل عن أبي سعيد موقوفًا.
قال ابن أبي حاتم في «العلل» (ص ٢٣٢): قُلتُ: إن إِسحاق الأزرق رواه عن الثّورِي، عن حُميد، عن أبِي المُتوكِّلِ، عن أبِي سعِيدٍ، عنِ النّبِيِّ (قالا): - أي أبو زرعة وأبو حاتم - وهِم إِسحاقُ في الحدِيثِ. قلت: وقد تابع الأشجعي على الرفع معتمر بن سليمان، قال: سمعت حميدًا عن أبي المتوكل عن أبي سعيد مرفوعًا. أخرجه ابن خزيمة (١٩٦٨) وخالف معتمرًا حماد بن سلمة عن أبي المتوكل عن أبي سعيد أنه كان لا يرى بالحجامة للصائم بأسًا. أخرجه البزار في «كشف الأستار» (١٠١٣)، وتابع حماد بن سلمة على الوقف: إسماعيل بن علية، كما عند الترمذي في «العلل الكبير» (١٢٦)، أخرجه ابن خزيمة (١٩٧٠) من طريق حميد والضحاك بن عثمان عن أبي المتوكل عن أبي سعيد من قوله.
وأخرجه ابن خزيمة (١٩١٧) من طريق شعبة عن قتادة عن أبي المتوكل عن أبي سعيد، قال: إنما كرهت الحجامة للصائم مخافة الضعف. قال ابن خزيمة: إنما هو من قول أبي سعيد لا عن النبي ، إنما أدرج في الخبر. قلت: والصحيح في هذا الحديث أنه موقوف على أبي سعيد.

<<  <   >  >>