للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكانتِ الدائرةُ في أولِ الأمرِ على المشركينَ، ثم لما ترَكَ الرماةُ مركزَهم الذي رتَّبَهم فيه رسولُ اللهِ وقالَ لهم: «لا تبرَحُوا عنهُ، ظهَرْنا أو غُلبْنا» (١)، وجاءتِ الخيلُ معَ تلكَ الثغرةِ وكان ما كان، حصَلَ على المسلمينَ في أُحدٍ مقتلةٌ أكرمَهم اللهُ بالشهادةِ في سبيلهِ.

وذكَرَ اللهُ تفصيلَ هذهِ الغزاةِ في سورةِ (آل عمران)، وبسَطَ متعلقاتِها، فالوقوفُ على هذهِ الغزوةِ من كتبِ السيرِ يعينُ على فهمِ الآياتِ الكثيرةِ التي نزلَتْ فيها كبقيةِ الغزواتِ.

* ثم في السنةِ الرابعةِ تواعَدَ المسلمونَ والمشركونَ فيها في بدرٍ، فجاءَ المسلمونَ لذلكَ الموعدِ، وتخلَّفَ المشركونَ معتذرينَ أنَّ السنةَ مُجدِبةٌ، فكتبَها اللهُ غزوةً للمسلمينَ، ﴿فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ (١٧٤)

[آل عمران: ١٧٤].

* ثم في سنةِ خمسٍ كانتْ غزوةُ الخندقِ: اتفقَ أهلُ الحجازِ وأهلُ نجدٍ، وظاهرَهم بنو قريظةَ من اليهودِ على غزوِ النبيِّ ، وجمعُوا ما يقدرونَ عليهِ من الجنودِ، فاجتمَعَ نحوُ عشرةِ آلافِ مقاتلٍ وقصدوا المدينةَ.

ولما سَمِعَ بهم النبيُّ خندَقَ على المدينةِ، وخرَجَ المسلمونَ نحوَ الخندقِ.

وجاءَ المشركونَ كما وصفَهم اللهُ بقولهِ: ﴿إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ﴾ [الأحزاب: ١٠]، ومكثُوا محاصرينَ المدينةَ عدةَ


(١) البخاري (٤٠٤٣) بنحوه.

<<  <  ج: ص:  >  >>