وكانتِ الدائرةُ في أولِ الأمرِ على المشركينَ، ثم لما ترَكَ الرماةُ مركزَهم الذي رتَّبَهم فيه رسولُ اللهِ ﷺ وقالَ لهم:«لا تبرَحُوا عنهُ، ظهَرْنا أو غُلبْنا»(١)، وجاءتِ الخيلُ معَ تلكَ الثغرةِ وكان ما كان، حصَلَ على المسلمينَ في أُحدٍ مقتلةٌ أكرمَهم اللهُ بالشهادةِ في سبيلهِ.
وذكَرَ اللهُ تفصيلَ هذهِ الغزاةِ في سورةِ (آل عمران)، وبسَطَ متعلقاتِها، فالوقوفُ على هذهِ الغزوةِ من كتبِ السيرِ يعينُ على فهمِ الآياتِ الكثيرةِ التي نزلَتْ فيها كبقيةِ الغزواتِ.
* ثم في سنةِ خمسٍ كانتْ غزوةُ الخندقِ: اتفقَ أهلُ الحجازِ وأهلُ نجدٍ، وظاهرَهم بنو قريظةَ من اليهودِ على غزوِ النبيِّ ﷺ، وجمعُوا ما يقدرونَ عليهِ من الجنودِ، فاجتمَعَ نحوُ عشرةِ آلافِ مقاتلٍ وقصدوا المدينةَ.
ولما سَمِعَ بهم النبيُّ ﷺ خندَقَ على المدينةِ، وخرَجَ المسلمونَ نحوَ الخندقِ.