للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

* ومنها: بيانُ الطهارةِ الكبرى، كيفيتِها وذكرِ سببِها. فكيفيتُها: أنْ يطهرَ العبدُ جميعَ ظاهرِ بدنهِ بالماءِ؛ لقولهِ: ﴿وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا﴾، فلم يخصَّهُ بعضوٍ أو بأعضاءٍ معينةٍ، بلْ جعلَ اللهُ التطهيرَ لجميعِ البدنِ، فعلى المتطهرِ أنْ يعمِّمَ التطهيرَ لجميعِ ظاهرِ بدنهِ وما تحتَ الشعورِ، خفيفةً أو كثيفةً، وأنْ يكونَ ذلكَ غسلًا لا مسحًا.

* ومنها: أنَّ طهارةَ الحدثِ الأكبرِ لا ترتيبَ فيها، ولا موالاةَ.

* ومنها: أنَّ من أسبابِها الجنابةَ، والجنابةُ قدْ عرَفَها المسلمونَ عن نبيِّهم أنها: إنزالُ المنيِّ يقظةً أو منامًا وإنْ لم يكنْ جماعٌ، أو الجماعُ وإنْ لم يحصُلْ إنزالٌ، أو وجودُ الأمرينِ كليهما.

وقدْ بيَّنَ اللهُ أيضًا في (سورةِ البقرةِ) سببًا آخرَ للاغتسالِ، وهوَ الحيضُ، في قولهِ: ﴿وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ﴾ [البقرة: ٢٢٢]، فأضافَ التطهيرَ فيها إلى البدنِ كلهِ كالجنابةِ، ويشملُ ذلكَ النفاسَ.

وأمَّا التطهيرُ من إسلامِ الكافرِ وتطهيرِ الميتِ فإنهُ يُؤخذُ من السنةِ.

* ومنها: ما استدلَّ بهِ كثيرٌ من أهلِ العلمِ في قراءةِ الجرِّ (١) في قولهِ: ﴿وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلِكُمْ﴾ أنها تدلُّ على مسحِ الخفينِ الذي بينَتْهُ السنةُ وصرحَتْ بهِ، وأمَّا قراءةُ النصبِ (٢) في ﴿أَرْجُلَكُمْ﴾ فإنها معطوفةٌ على المغسولاتِ.


(١) وهي قراءة ابن كثير وحمزة وأبي عمرو وعاصم في رواية أبي بكر. انظر: (السبعة في القراءات: ص ٢٤٢)، (النشر في القراءات العشر: ٢/ ٢٥٤).
(٢) وهي قراءة نافع وابن عامر والكسائي وعاصم في رواية حفص. انظر المرجعين السابقين.

<<  <  ج: ص:  >  >>