للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

ثُمَّ أَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- أَنْ يُنَادَى بِالصَّلَاةِ, فَنُودِىَ بِهَا, فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- فَصَلَّى بِنَا, فَلَمَّا انْصَرَفَ فقَالَ (١): «أَلَا إِنَّا نَحْمَدُ اللَّهَ أَنَّا لَمْ نَكُنْ فِى شَىْءٍ مِنْ أُمُورِ (٢) الدُّنْيَا يَشْغَلُنَا عَنْ صَلَاتِنَا, وَلَكِنَّ أَرْوَاحَنَا كَانَتْ بِيَدِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ, فَأَرْسَلَهَا أَنَّى شَاءَ, فَمَنْ أَدْرَكَ مِنْكُمْ صَلَاةَ الْغَدَاةِ مِنْ غَدهِ صَالِحًا فَلْيَقْضِ مَعَهَا مِثْلَهَا». [انظر تخريج الحديث السابق]

===

(ثم أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن ينادى) أي يؤذن (٣) (بالصلاة، فنودي بها، فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فصلَّى بنا) أي صلاة الفجر الفائتة، (فلما انصرف) أي من الصلاة، وتوجه إلينا (فقال: ألا) حرف تنبيه (إنا نحمد الله) عَزَّ وَجلَّ (أنا لم نكن في شيء من أمور الدنيا يشغلنا) أي يلهينا (عن صلاتنا, ولكن أرواحنا كانت بيد الله) تعالى، أي كنا نائمين (فأرسلها) أي أرسل الله تعالى الأرواح (أنى شاء) أي متى شاء، (فمن أدرك منكم صلاة الغداة) أي الفجر (من غده صالحًا) أي في وقتها (فليقض) أي فليصل (معها) أي مع صلاة الفجر في الغد (مثلها)، والمراد بها الصلاة الفائتة، أي يصلي الفائتة مع الوقتية مرة ثانية.

وقد تقدم عن الخطابي (٤) أنه قال: لا أعلم أحدًا (٥) من الفقهاء قال بها وجوبًا، ويشبه أن يكون الأمر به استحبابًا ليحرز فضيلة الوقت في القضاء عند مصادفة الوقت.

قلت: وقد تقدم أيضًا أن الحافظ تعقبه في "الفتح" (٦)، وقال: لم يقل أحد من السلف باستحباب ذلك أيضًا، بل عدوا الحديث غلطًا من راويه، وحكى ذلك الترمذي وغيره عن البخاري، ويؤيد ذلك ما رواه النسائي من


(١) وفي نسخة: "قال".
(٢) وفي نسخة: "أمر الدنيا".
(٣) وقيل: يقيم. "ابن رسلان". (ش).
(٤) "معالم السنن" (١/ ١٨٧).
(٥) وقال ابن رسلان: قال به طائفة. (ش).
(٦) (٢/ ٧١).

<<  <  ج: ص:  >  >>