الشيخ: بين الناس، هؤلاء شخصين هذا أمام هذا، هذا ما يركع؟
السائل: ما يتمكن طالما وهو رجل.
الشيخ: يا أخي بعدين نمشي، هذا الذي صَوَّرته أنا، أنا افترضت لك هذا هو الأول، أنت قلت: أمامه رجل، وهذا الرجل أمامه رجل، وهذا الرجل أمامه رجل، وين الإمام الحقيقي، وصل إلى جدار الكعبة، نريد نتصور صورة بارك الله فيك، الأول الذي ما تستطيع أن تقول فيه قبل منه شخص، يعني: نقول هو الأخير بالنسبة للإمام، ما أمامه؟
السائل: ما أمامه إلا جدار الكعبة.
الشيخ: فهل يستطيع أن يركع أم لا؟
السائل: قد يقال إن ضغط الناس عليه لا يفسح له.
الشيخ: هذا الذي أتصوره أنا، وحججت أكثر من ثلاثين حَجّة، وما رأيت هذه الصورة الخيالية المحضة، لأنه سيطلع معنا النتيجة التالية، وأنت كأنك شاركتني بهذا الشعور، لكن حاولت أن تهرب منه ولا مفر، كيف؟
أنا صَوَّرت لك إنسانًا وراءه آخر، ألا يستطيع هذا أن يركع، ثم أردت أن أقول: ألا يستطيع أن يسجد، لكن أنت خَرَّبت عليَّ تصوري؛ لأنك الركوع نفسه أجبتني بأنه لا يستطيع، لِمَ؟ لأنه أمامه شخص، أنا أتصوَّر شخصين، أنت زدت ثالث، والثالث والرابع .. إلخ، ووصلنا إلى جدار الكعبة، هذا الذي بينه وبينه لا أحد إلا الهواء الفاصل بينه وبين جدار الكعبة، أقول لك: هذا يستطيع أن يركع أم لا؟ أنا أتصور حالة حالتين: يستطيع ولا يستطيع، أنت قل: واحدة من الثنتين، فأنت تبني سؤالك عليه، ماذا تقول؟