اليوم انعكست المفاهيم مع الأسف الشديد؛ بسبب ابتعاد الناس عن الالتزام بهدي الرسول عليه السلام، اليوم إذا أنكرت على الناس هذه الزخارف يضعوك بشبهتين:
الشبهة الأولى: -وهي أخبثهما-: يقول لك: هل النصارى أحسن منا؟ انظر إلى النصارى كيف يُبَالِغون في زخرفة الكنائس، فنحن مساجدُنا أولى بالزخارف.
ناس منهم يقولون: بيت الله هو مثل بيتنا نحن، بيتنا الذي نسكن فيه ونُزَخْرِفه ونَكْنُسه .. إلى آخره، بيت الله أحق .. {وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ}[الحج: ٣٢].
هذا من وحي الشيطان؛ لأن الرسول عليه السلام لما روى ابن عباس عنه:«ما أُمرت بتشييد المساجد» حديث سمعه ابن عباس من الرسول.
«ما أُمرت بتشييد المساجد» قال ابن عباس: لتُزَخْرِفُنَّها كما زخرفت اليهود والنصارى.
فالأحاديث والآثار: كلها مجتمعة على أن المسجد يجب أن يكون في صورة متواضعة، ليس فيها زخارف تُشْغِل قلوبَ الناس.
يعني: الإنسان لا بد أن يكون في جو يساعده على طاعة الله عز وجل، أما هذه الزخارف والنقوش فهي تلهيه.
ماذا نقول نحن عن أنفسنا إذا ما تذكرنا حديث نبينا، أنه صلى يوماً في خميصة، في ثوب له أعلام، هذه عندنا في الشام تسمى بالصاية، يكون فيه خطوط خضر وزرق وبيض وحمر .. وإلى آخره.
فصلى ذات يوم في خميصة، ما كاد أن يصلي، نزع هذا الخميصة، وقال:«خذوا هذه الخميصة، وأْتوني بأنبجانية أبي جهم فإنها ألهتني» وفي رواية: «كادت أن تلهيني عن صلاتي».