للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يشرب أحد أو يتوضأ من البئر التي كانت ثمود تستقى منها.

وكان ثمود جيل من طغاة البشر عصوا الله وتحدوا رسوله صالح بعد أن كذبوه، وقد جاء ذكر قصتهم وقصة ناقة نبيهم صالح في القرآن، وكانوا قد عقروا هذه الناقة عصيانا وتحديًا لأمر الله تعالى فحل بهم العذاب العاجل حيث أبادهم الله تعالى بالرجفة.

فقد جاء في كتب التاريخ والسير أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - لما أمسى بالحجر من ديار ثمود، قال: أنها ستهب الليلة ريح شديدة فلا يقومن أحد منكم إلا مع صاحبه، ومن كان له بعير فليوثق عقاله. وحدث ما حذر النبي - صلى الله عليه وسلم - منه أصحابه، حيث هاجت ريح شديدة عاصفة، وكما هي تعليمات الرسول القائد - صلى الله عليه وسلم - لم يقم أحد إلا مع صاحبه، إلا رجلين من الأنصار من بني ساعدة، خرج أحدهما منفردًا لحاجته، وخرج الآخر منفردًا أيضًا في طلب بعيره.

أما الذي خرج لحاجته فقد أصيب بنوبة خنق شديدة، وأما الذي ذهب في طلب بعيره فقد احتملته الريح حتى قذفت به في جبلى طئ، فلما أخبر الرسول - صلى الله عليه وسلم - بما حدث للرجلين قال: ألم أنهكم أن لا يخرج رجل إلا ومعه صاحب له، ثم دعا بالذي أصيب بالخنق، فشفى مما ألم به، وأما الآخر الذي وقع بجبلى طئ فإن طيئا أعادته إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - حينما عاد من تبوك إلى المدينة (١).

وكان أبو هريرة يحدِّث يقول: لما مررنا بالحجر استقى الناس من بئرها، وعجنوا فنادى منادى النبي - صلى الله عليه وسلم -: لا تشربوا من مائها ولا تتوضأوا للصلاة، وما كان من عجين فاعلفوها الإبل، قال سهل


= من بعد ظنها متصلة، فإذا توسطها رأى كل قطعة منها منفردة بنفسها، يطوف بكل قطعة منها الطائف وحواليها الرمل، لا تكاد ترتقى، كل قطعة منها قائمة بنفسها لا يصعدها أحد إلا بمشقة شديدة وبها بئر ثمود إلى قال الله فيها وفي الناقة: {لَهَا شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَعْلُومٍ}.
(١) جوامع السيرة لابن حزم ص ٢٥٢ والسيرة الحلبية ج ٢ ص ٢٥٧ ومغازي الواقدي ج ٣ ص ١٠٠٦. وسيرة ابن هشام ج ٤ ص ١٦٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>