للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فارس اليهود (مرحبًا) .. فريق يرى أن الذي تولى قتله هو محمد بن مسلمة الأنصاري، وعلى رأس هذا الفريق إمام أهل المغازي محمد بن إسحاق وموسى بن عقبة.

ويرى الواقدى أن محمد بن مسلمة بارز مرحبًا، ثم قطع رجليه وتركه جريحًا يجود بنفسه حتى مر به علي بن أبي طالب فدفَّف عليه واحتز رأسه.

أما الفريق الثالث فيرى أن الذي قتل مرحبًا هو الإمام علي بن أبي طالب .. وبالنظر في أقوال الفرقاء يتضح للباحث المنصف أن الذي تولى قتل مرحب فكان فتح الحصن على يده هو الإمام علي بن أبي طالب.

ونحن هنا سنورد باختصار رواية كل من الفرقاء الثلاثة. ولنبدأ برأى ابن إسحاق.

قال ابن إسحاق: لما خرج مرحب أمام حصنه وطلب البراز، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: من لهذا؟ قال محمد بن مسلمة: أنا له يا رسول الله، أنا والله الموتور الثائر، قتل أخي بالأمس، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم - فقم إليه، اللهم أعنه عليه، قال فلما دنا أحدهما من صاحبه دخلت بينهما شجرة عمرية من شجر العُشَر، فجعل أحدهما يلوذ بها من صاحبه، كلما لاذ بها منه اقتطع صاحبه بسيفه ما دونه منها، حتى برز كل واحد منهما لصاحبه، وصارت بينهما كالرجل القائم ما فيها فنن، وهنا حمل القائد مرحب علي بن مسلمة فأهوى إليه بسيفه فاتقاه بدرقته وكانت من جِلْد سميك فوقع سيف مرحب فيها فعضت به فأمسكته، وهنا ضربه محمد بن مسلمة حتى قتله (١).

ويمثل هذا القول قال: موسى بن عقبة عن الزهري (٢).

أما الواقدي، فقد ذكر أن محمد بن مسلمة لما بارز (مرحبًا) قطع رجليه، وبعد أن طرحه أرضًا قال له مرحب: أجهز عليّ، فقال: لا، ذق الموت كما ذاقه أخي محمود بن مسلمة، فمرّ به علي بن أبي طالب وقطع


(١) سيرة ابن هشام ج ٢ ص ٣٣٤.
(٢) البداية والنهاية ج ٤ ص ١٨٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>