للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فيتعيَّن بكلِّ هذه الحُجج عذرُ أهل الفترة (١) بفترتهم في الدنيا، وأنهم مُمْتَحنون يوم القيامة، ولا يعلم مَنْ يقتحم منهم النَّارَ مِمَّن يمتنع إلا الله الَّذي خلقهم، والعلم عند الله تعالى هو حسبنا ونعم الوكيل.

ثم إنَّ الشَيخَ عبد الله الزاحم قد نَصَحَ بعض الحضور لهذه الجلسة قائلًا: إنَّ من نصيحتي لك أنْ لا تتكلم في مجلس فيه هذا الرجل الَّذي تَسَلَّح بآياتِ كتاب الله، ينظر إليها كأنَّها بين عينيه، فلا يؤمَن على أَحَدٍ عارضه أن يرميه بآيةٍ تخرجه من المِلَّة، نسأل الله السَّلامة والعافية.

وهذه النَّصيحة سوف تظهر في فحوى كلامِ سماحته في المجلس بمنزلهِ بعد هذا بثلاثة أيامٍ أو نحوها.

وحدَّثني شيخي عليه رحمةُ الله: أنَّه بعد هذا المجلس بنحو ثلاثةِ أيامِ دعا سماحة الشَّيخ عبد الله بن زاحم النَّاسَ دعوةً عامَّةً على شرف الشيخ محمَّد الأمين الشَّنقيطي، حَضَرَها كثيرٌ من المنتسبين للعلم، وكانوا يتكلَّمون ويبحثون بحثًا عامًّا كلٌّ فيما يحلو له، وكان من عادة شيخنا عَدَمُ الكلام في المجلس إلا إذا سُئِلَ عن


(١) ينظر نثر الورود على مراقي السعود: (١/ ٤٥ - ٤٨).

<<  <   >  >>