سألتُهُ -عليه رحمةُ الله- عن رأيه فيما يزعمه أهلُ الغرب، من وصولهم للقمر.
فقال نَوَّر الله ضريحه: أوصيكم ونفسي بتقوى الله، وأنْ لا تجعلوا لأهل الكفر والضلال سبيلًا إلى الإلحاد في كتاب الله، بتكذيبكم ما يدَّعونه -من أمور- بحجَّة أن القرآن ينفيها.
إنَّ القول الفَصْل في المسألة هو أنَّه لم يردْ في كتاب الله تعالى نَصٌّ في الموضوع لا يحتمل غيرَ ما يدلُّ عليه، وأنَّ ما في الكتاب مِمَّا يتعلق بالموضوع ظواهرُ، ومعلومٌ أنَّه يجبُ حَمْل ما يَرِدُ من ذلك في الوَحْي على الظَّاهر المتبادر منه، قال شيخ مشايخنا في مراقي السُّعود:
وما بهِ يعني بلا دَليلِ ... غيرُ الذي ظَهَرَ للعُقولِ
وإذا كان الأمر كذلك؛ فإنَّ الكتاب العزيز يقول:{وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفًا مَحْفُوظًا}[الأنبياء: ٣٢] , ويقول: {أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا (١٥) وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا} الآية [نوح: ١٥ - ١٦] , وقال تعالى: {تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا