لقد استدعى المسؤولون الشَّيخين: شيخَنا الشيخ محمَّد الأمين الشنقيطي، والشَّيخ عبد الرحمن الإفريقي رحمة اللَّه على الجميع، استُدْعيا للتَّدريس بالمعاهد والكليات، وأُنزلا بدار الضيافة، واستقبلهما المسؤولون بحفاوةٍ وتكريم.
وحدَّثني شيخي: أَنَّ يومًا من الأيام حضرتْ جماعةٌ من الأساتذة المصريين للسَّلام عليهما، ودارَ بحثٌ في المنطق بين هؤلاء وفضيلة الشَّيخ محمَّد الأمين يسألونه عن الفصل بالنسبة للإنسان؛ فكان يقول:
إذا قلنا:"الإنسان حيوان"، شاركه في هذا التعريف كلُّ حيوان.
وإذا قلنا: هو حيوان منتصبُ القامة يمشي على قدمين عاري الجسد، كان بإمكان صاحب سفسطة أَنْ يأخذَ دجاجًا، وينتف ريشَهُ حتَّى يكون عاري الجسد، ويقول: هذا منتصبُ القامة يمشي على قدمين، وإذا قلنا: هو الحيوان الضاحك، شاركه القرد في ذلك، لكن إذا قلنا: هو الحيوان الناطق، اختصَّ