للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

شيء، أو إذا سمع غلطًا لا يحسن السُّكوتُ عليه.

فبينما الحضور في ذلك البحث العام إذ قال أحدهم: إنَّ التاريخ محفوظٌ من عهد آدم إلى يومنا هذا.

فاعترضه الشَّيخ -عليه رحمةُ الله- قائلًا: لا تقل هذا فالتّاريخ غيرُ محفوظ!.

فأجابه قائلًا: هذا ابن كثير في البداية والنهاية أتى به مبينا وقائع كلّ سنة؛ فهو محفوظ!.

فقال شيخنا عليه رحمة الله: يا أخي إن اللهَ تعالى يقولُ لنبيِّه - صلى الله عليه وسلم - في سورة النساء: {وَرُسُلًا قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَرُسُلًا لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ} الآية [النساء: ١٦٤].

فأجاب البَّاحث قائلًا: يمكن أنْ يكون قَصَّهم عليه في نوع آخر من الوحي غير التنزيل.

فقال شيخنا: أحسنتَ في جوابك عن هذه، ولكنْ ما هو جوابك عن ما جاء في سورة إبراهيم: {أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ لَا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا اللَّهُ} [إبراهيم: ٩]، أَفَعَلِمَهُم ابنُ كثير حتَّى يكتب عنهم؟!

<<  <   >  >>