ويعلم من خَلَقَهُ منهم للنَّارِ فيمتنعون من دخولها فيذهب بهم ذات الشمال، ذكر ذلك ابن كثير في تفسير قوله تعالى:{وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا} الآية [الإسراء: ١٥].
وقال: إنّه جاءت بذلك أحاديث؛ منها الصحيح، ومنها الحسن، ومنها ما هو ضعيف يتقوَّى بالصحيح والحسن؛ وإذا كانت أحاديث الباب متعاضدة على هذا النَّمَط أفادت الحجة عند الناظر فيها.
فقال أحد الحضور: هذا تكليفٌ والآخرةُ دارُ جزاء فهي يوم الدِّين.
فقال له شيخنا: هل أنت على بصيرةٍ من قولك هذا؟ قال: نعم.
قال الشيخ محمَّد الأمين: قال تعالى في سورة القلم: {يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ} الآية [القلم: ٤٢]، أيُّ يوم هذا يا معشر الحضور؟ وهَلْ كان هذا تكليفًا في عرصات القيامة بنصِّ كتاب الله؟
وأيضًا، قد ثبت في الصحيح أَنَّ المؤمن يسجد لله يوم القيامة، وأنَّ المنافق لا يستطيع السجود، وتكون ظهور المنافقين مثل صياصي البقر، أليس هذا بتكليفٍ في عرصات القيامة؟
قال أحد الحضور: أليس بالإمكان حمل الخاصِّ على العام؟ لأنَّ