وقد جمعتُ من أماليه -عليه رحمةُ الله- كتابًا شرحًا لمراقي السُّعود أحسب أنَّه من أفضل ما أُلِّفَ في هذا الفن أسميتُهُ:"نثر الورود على مراقي السُّعود"(١)، وكان الشيخ يتولَّى كتابة الدروس بنفسه أحيانًا إذا رأى أني مشتغل ببعض شؤونه التي يكلِّفني بها.
ولمَّا وصلتُ الكلامَ على المجاز اشتغلتُ عن أخذ الإملاء بتصحيح ملازم دفع إيهام الاضطراب عن آيات الكتاب -لأنه آنذاك تحت الطبع- فاشتغلتُ عن أخذ الإملاء حتَّى نهاية مبحث العام، وتركتُ الكتابة على نحوٍ من مائةٍ وستين بيتًا بالإضافة إلى ترجمة الكتاب.
وقد كُنْتُ عازمًا على إكمالِ الكتاب بشرح هذا المحلِّ منه الَّذي لم آخذ عليه إملاءً من الشيخ، غير أَنه تغلبَ عليَّ كُلٌّ من الكسلِ وعدمِ الجدة لِما يُطبع به الكتاب إذا أكملتُه؛ حتَّى انتهز أحد إخواني -ممن يعزُّ عليَّ- فرصة وجود صور دفاتري عند الأستاذ عبد الرحمن السُّديس؛ لأنَّه طلب مني الإذن في تصوير هذه
(١) وكنتُ قد أسميته أيام شبابي بـ"ورد الخدود"! فلما أخبرت الشيخ الأمين به ما زاد على أن تبسَّم. ثم إني غيرته بعد ذلك إلى "نثر الورود".