شهادةٍ رسميَّةٍ ضائع المستقبل"؛ فرفضتُ الكليَّة حرصًا على دراستي الخاصَّة، والأمور تسير بقدر الله، فقد ضاعت عَلَيَّ هذه الفرصة الذهبيَّة.
ومرة أخرى لمَّا أنهيتُ مراقي السُّعود قال لي شيخي عليه رحمة الله: "إنَّكَ تخصصتَ في فن صعبٍ رائج، تعالَ أطلبُ لك المسؤولين أن تُعَيَّن مدرِّسًا بكلية الشريعة لتخفِّفَ عني من جدول الأصول، وتأخذَ في البيتِ عندي ما تريد من الدُّروس"؛ فرفضتُ أيضًا، والأمر بيدِ اللهِ.
يقولونَ إنَّ الفرصةَ لا تدقُّ بابَ المرء غير مَرَّةٍ واحدة في العمر، وها هي دقت بأبي مرتين في عام واحد، ويأبى اللهُ إلا ما أراد، وما يفعل اللهُ بعبدهِ المؤمن إلا خيرًا.
والحاصل أني عندما وصلتُ الرياض، واستقرَّ بنا الحال في البيت الَّذي أجَّرَهُ الشَّيخ للسكنى، دعاني إلى أنْ أبتدئ في دروسي التي جئتُ من أجلها.
فقلتُ له: إنَّ عندي شرطين أشترطُهما للدراسة فإنْ حققتَهما وإلَّا فلستُ بدارسٍ وأرجعُ إلى بلدي، فقال: وما شرطاك؟ قلت: أنْ لا تُعلمني علمًا استفدتَهُ بعد تجاوزك البحر الأحمر مشرِّقًا!!