للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الشيخ: ما في الدرج شيء. جاء له من بكرة وبعد، مضى عدة أيام وقال له: أنت، أيش لون! هذا كاتبه فلان بن فلان؛ ثِقَة، بأنكم قابضون الثمن يا ولدي، يمكن أُمك خرَّفت ولَّا صار فيها شيء، ما لكم شيء.

-يا ابن الحلال، يا ابن الحلال.

قال: أبدًا، حتى أنت ما تقرأ، شوف الكَتْب، كَتْب فلان بن فلان، معتمد، عمدة للبلد.

ذهب إلى أُمِّه وأخبرها بالخبر، المسكينة سُقِطَ في يدها (٤)، لكن كان القاضي قاضيًا حقيقةً، حاكمًا، ترافعوا إلى القاضي، القاضي عارف أنَّ المرأة ضعيفة، وأنَّ الإنسان مهما بَلَغ قد يُغويه الشيطان ويلعب به، تحاكموا عند القاضي، وهو قاضٍ واسمه القاضي، تحاكموا عند القاضي فقال للرجل: أعطني الكَتْب؛ المكتب، ( ... ) المكتب وإلَّا كتابة فلان بن فلان ثِقَة على أنه واصل الحق. فكَّر وقال لهم: روحوا، انصرفوا من ها اليوم، وهات المكتب، وإذا صار بُكرة أو بعد بُكرة ائتوني. أخذ المكتب ودَعَا الكاتبَ، قال: تعال، هذا خطُّك؟ قال: نعم. قال: أنت شايف أن الثمن معدودٌ بيدها وأنتم حاضرون؟ قال: لا واللهِ، لكن أقرت عندي .. ولا قلت لها .. لَمَّا أقرَّتْ كتبتُ أن الثمن واصل. قال: ( ... ) لا تكتب أنه قبض الثمن إلَّا إذا شاهدتَه قد قَبَضه، أمَّا مجرَّد إقرارٍ لا تشهدْ بهذا، لا تكتُب أنه قُبِض، اكتُبْ على حسب ما قرَّرْتَ. فصار في هذا مصلحة عامَّة، علَّم الكاتب كيف يكتب.

ولَمَّا جاءوا له من باكر أو من بعده قال: تعالَ، ما تخاف الله؟ ! -على طول، ما قال له: احلفْ، ولا: لا تحلفْ- ما تخاف الله؟ ! تأكل حقَّ بنت الأجواد هذه لَمَّا وثقت بك وآمنتك؟ ! اتَّقِ الله وخَفْ من الله. خوَّفه من الله، وبعدين قال: واللهِ يا شيخ، الله يجزيك خيرًا ويُنقذك من النار، الحقيقة أني ما أعطيتُها شيئًا. قال: باسم الله. و ( ... ) الورقةَ الشيخُ وقطَّعها أمامهم، قال له: رُحْ أعطها حقَّها وخلِّ أحدًا يكتب وهو يشاهدك تعدُّ لها القروش.

<<  <  ج: ص:  >  >>