على كل حال إذا كانت المروءة مقيَّدة بالعادات فإنها سوف تتغير بتغير العادات، بخلاف المعلَّق بالشرع فإنه لا يتغير، ثابت إلى يوم القيامة.
مَن العدل اصطلاحًا؟ من استقام في دينه ومروءته.
الاستقامة في الدين تتضمن ثلاثة أشياء: القيام بالفرائض، اجتناب الكبائر، عدم الإصرار على الصغائر.
***
قال المؤلف رحمه الله:(ويُحْكَم على الغائب إذا ثبت عليه الحق).
طالب:( ... ).
الشيخ: بيجينا إن شاء الله في الشهادات.
(يُحْكَم على الغائب إذا ثبت عليه الحق).
الغائب إما أن يكون في البلد، أو خارج البلد، والذي في البلد إما أن يكون مُستَتِرًا مختفيًا، أو غير مستتر، يعني يخرج يروح يأتي مع الناس، فالأقسام ثلاثة: غائب في البلد غير مُسْتَتِر، يعني: غائب ما هو حاضر في مجلس الحكم لكنه غير مُسْتَتِر.
والثاني: مُسْتَتِر، متخفٍّ، يعني مثل ما يقول العامة عندنا: مُتَغَبٍّ عن الناس.
والثالث: غائب عن البلد خارج البلد.
يقول المؤلف:(يُحْكَم على الغائب إذا ثبت عليه الحق).
المراد بالغائب هنا: الغائب عن البلد، أو الذي في البلد لكنه مُسْتَتِر مُخْتَفٍ، ما يمكن الوصول إليه، ففي هذين الحالين يُحْكَم على الغائب إذا ثبت عليه الحق، فإذا جاء رجل إلى القاضي، وقال: أنا أدَّعِي على فلان ابن فلان بمئة ريال مثلًا، قال: طيب وين هو؟ قال: في مكة، يَحْكُم عليه، إذا جاء المدَّعِي بشهود اثنين يَحْكُم عليه، أعرفتم؟ لأن الغَيْبة هنا بعيدة؛ مسافة قصر، وإذا كانت بعيدة مسافة قصر حُكِم عليه إذا ثبت عليه الحق.
فإن ادعى على هذا الغائب، وقال: أنا أدَّعِي عليه بمئة ريال، قال له: طيب، الشهود؟ قال: ما عندي شهود، لكن حَلِّفْه، ويش يقول القاضي؟ يقول: أَحْضِرْهُ وحَلِّفه، لكن متى يُحْكَم؟ إذا ثبت عليه الحق.