مثال النية التي يحتملها اللفظ: إذا قال: والله لا أنام الليلة إلا على فراش لين، شرط، فراش ولين، خرج الرجل إلى ( ... ) وزبر له زبرة ونام عليها، قلنا: يلا، طلع الفجر وهو على الزبرة هذه، قلنا له: كفِّر، قال: ما أكفر، ليش؟ قال: لأني نويت بالفراش الأرض، الفراش نويتُ به الأرض، يصح هذا ولَّا لا؟
طلبة: يصح.
الشيخ: يصح؛ لأن اللفظ يحتمله: {الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ فِرَاشًا} [البقرة: ٢٢].
طلبة: لينا ( ... ).
الشيخ: ما يخالف، قلنا: أنت قلت: اللين، قال: نعم، الرمل ألين ولا الحجر؟
طلبة: الرمل.
الشيخ: الرمل، صار يحتمله اللفظ ولَّا ما يحتمله؟ يحتمله، إذن نقول: ما عليك شيء.
طالب: ( ... ) المتبادر إلى الذهن ( ... ).
الشيخ: دعنا من المتبادر، ما دام نيته الآن، ما دام أن اللفظ صالح.
طالب: ليش ( ... )؟
الشيخ: يا أخي، الكلام، نرجع إلى النية قبل كل شيء، ما دام يحتملها اللفظ، يكفي، هذه واحدة.
إذا نوى ما لا يحتمله اللفظ فإنه لا يُقبل، قال: والله لا أشتري اليوم خبزًا، فذهب إلى الفران، وقف عنده واشترى، فقلنا: يلا، كفِّر عن يمينك، قال: أنا أردت بقولي: واللهِ لا أشتري اليوم خبزًا، والله لا أُكلِّم فلانًا، ويش تقولون؟
طلبة: ( ... ).
الشيخ: يصلح هذا ولَّا لا؟
طلبة: ( ... ) مجاز.
الشيخ: لماذا؟
طلبة: ( ... ).
الشيخ: هذا لا يصلح، لا مجاز إنس ولا جن ولا شيء أبدًا، ما يحتمله اللفظ إطلاقًا، لا أشتري خبزًا يعني لا أكلم فلانًا! ! هذا ما فيه ارتباط، (أشتري) ما تصلح. إذن لا يصح هذا، لماذا؟
طلبة: لا يحتمله اللفظ.
الشيخ: لأنه لا يحتمله اللفظ.
قال: والله لأبيتن الليلة على وتد، سبحان الله على وتد! سبحان الله على وتد! عود مدقوق بجدار، قال.
طالب: جبل.
الشيخ: إي، ذهب إلى جبل، وبات عليه.
طلبة: صحيح، يحتمله اللفظ.
الشيخ: قلنا له: كفِّر يا أخي، الوتد ما شفناك تبيت عليه، قال: أنا أردت بالوتد.
طلبة: الجبل.
الشيخ: الجبل، صح؟
طلبة: نعم.