إذا حَرَّم الإنسان شيئًا حلالًا بهذا القصد، أي بقصد أيش؟ الامتناع، فهل يَحْرُم؟ لا، ما يَحْرُم، لو قال: حرام عليَّ أن آكل طعامك، نقول: الآن الطعام حلال لك، ما حَرُم، ولَّا لا؟ هذا ويش قصده؟ قصده أن يمتنع من أكله، والحرام ممنوع، نقول: هذا لا يَحْرُم، ولكن عليه كفارة يمين إنْ فَعَلَه.
وسُمِّيَ {تَحِلَّةَ}؛ لأن الإنسان تحلَّل منه حين كَفَّر، فأنا مثلًا قبل أن أُكَفِّر لا يحل لي أن أفعله إلَّا إذا أديت الكفارة بعد أن أحْنِث، أما الآن فلما أديت الكفارة انحلَّ اليمين، صار ما فيه يمين إطلاقًا، ولهذا نقول: أداء الكفارة قبل الحِنْث تَحِلَّة، وبعد الحِنْث كفَّارة.
هذا رجل قال: حرام عليَّ -تحريمه العسل- الذي نزل من أجله {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ}، وقصته مشهورة عند تفسير هذه الآية في ابن كثير وغيره، أنَّه حَرَّم على نفسه العسل، قال: لن أعود إلى شرب العسل، فقال الله له:{لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاةَ أَزْوَاجِكَ}.
قال المؤلف:(سِوَى زَوْجَتِهِ)، (سِوَى) هذه أداة استثناء، يعني مَن حرَّم حلالًا سوى الزوجة، الزوجة حلال للإنسان ولَّا لا؟