الاتصال، الاتصال خطب النبي صلى الله عليه وسلم عامَ الفتح، وذَكَر مكة وحُرْمتها، وأنه لا يُختلَى خَلاها، ولا يُحَشُّ حشيشُها، وذَكَر كلامًا، ثم بعد ذلك قال العباس: إلَّا الإذخر يا رسول الله؛ فإنه لبيوتهم وقَيْنِهِم، فقال:«إِلَّا الْإِذْخِرَ»(٨)، وهذا بعد كلام منفصل عن الأول، منفصل بضرورة ولَّا بغير ضرورة؟
طلبة: بغير ضرورة.
الشيخ: بغير ضرورة، الرسول يتحدث، ما فيه لا سؤال ولا عُطاس ولا شيء، وهل الرسول نوى الاستثناء ولَّا لا؟ ما نواه، فدل ذلك على أنه ليس بشرط، وأن الرجل لو حلف عليك مثلًا أن تفعل شيئًا وقلت: قل: إن شاء الله، فقال: ما أنا بقائل: إن شاء الله، واضح إذا قال: لا أقولها، واضح، لكن إذا قال: إن شاء الله، بعد أن قلت له.
طالب: صح.
الشيخ: ينفعه على القول الراجح، ولا ينفعه على المذهب، ولكن القول الراجح أنه ينفعه، كما في قصة سليمان عليه الصلاة السلام.
إذا شك: هل قال: إن شاء الله، أو لم يقل؟ رجل حلف، وجاء يسألنا، وقال: والله ما أدري هل أنا قلت: إن شاء الله، أو لم أقل، نقول: الأصل؟
طلبة: العدم.
الشيخ: عدم ذلك، يعني عدم قول: إن شاء الله، هذا الأصل، ولكن يقول شيخ الإسلام: إذا كان من عادته أن يستثني ويقول: إن شاء الله، حُمِلَ على العادة، وإذا قال: ها المرة دي ما أدري أنا قلت: إن شاء الله ولَّا لا، ولكن أنا أعرف من نفسي أني كلما حلفت قلت: إن شاء الله، نقول له: ارجع إلى العادة؛ لأن الظاهر هنا أقوى من الأصل، واستدل شيخ الإسلام لهذه المسألة بأن النبي صلى الله عليه وسلم رد المستحاضة إلى عادتها، قال: فهذا دليل على أن العادة مؤثِّرة، مع العلم بأن المستحاضة قد تكون الحيضة تَغَيَّرَ مكانُها بسبب الاستحاضة وقد لا يتغير، ومع ذلك ردَّها النبي عليه الصلاة والسلام إلى عادتها.
طالب: الحلف على المستقبل ( ... ) يُقَيَّد بـ (إن شاء الله)؟