الشيخ: مقيَّدًا، أفهمتم الآن ولَّا لا؟ ما فهمتم، أنا قلت: والله لألبسنَّ هذا الثوب، الكلام مطلَق ولَّا غير مطلق؟
طلبة: مطلق.
الشيخ: مطلق، ما قلت: إن شاء الله، ثم عند انتهائي منه فورًا قلت: إن شاء الله، لكن ما نويتها إلَّا ذاك الساعة، عقب ما تم الكلام، الآن دخل التقييد بعدما تمت الجملة الأولى، وهي مطلقة، فالتقييد إذن لا يرفع الإطلاق السابق؛ لأن ذاك تم وأنت ما نويت به الإطلاق، لم تَنْوِ به الإطلاق.
طالب: التقييد.
الشيخ: التقييد، نعم، وأنت لم تَنْوِ التقييد، والحديث:«إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ»(٧)، وأنت نويت الكلام الأول بدون تقييد، فإذا دخَّلْتَ التقييد بعدما تم الأول ما صح، أعرفتم هذا؟ واضح الآن ولَّا لا؟
الرابع: أن يقصد التعليق؛ لأنه إذا قصد التحقيق أو التبرك لم يُرَد به إلَّا تأكيد الشيء وتثبيته، والمقصود بالتعليق الذي يؤثِّر هو أن تَرُدَّ الأمر إلى مَنْ؟ إلى مشيئة الله عز وجل، فإذا كنت لم تُرِدْ بذلك رَدَّ الأمر إلى المشيئة، وإنما أردت بالمشيئة أن تُثَبِّتَ الأمر وتقوِّي الأمر، فهذا لا يكون مؤثِّرًا، هذا هو ما ذهبوا إليه، فبعضه فيه الدليل، وبعضه فيه التعليل.
والصحيح أنه لا يُشترط إلَّا النُّطْق، وأن الاتصال ليس كما قالوا، الاتصال بحيث يُنْسَب آخر الكلام إلى أوله عُرفًا، فإذا كان يُنْسَب آخره إلى أوله عرفًا فهذا صحيح، فإنه يصح الاستثناء، ودليلنا على ذلك؛ أولًا: أن المَلَك قال لسليمان بعد أن أنهى الجملة قال له: قل: إن شاء الله، وسليمان هل نوى الاستثناء قبل ولَّا لا؟
طلبة: لم يَنْوِ.
الشيخ: لم يَنْوِ، والنبي عليه الصلاة والسلام يقول:«لَوْ قَالَهَا لَكَانَ دَرَكًا لِحَاجَتِهِ»(٦)، لم يحنَث، وهذا نص كالصريح في أنه لا تُشتَرَط النية.