للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقوله: (إِرْسَالُ الآلَةِ) من باب إضافة المصدر إلى مفعوله؛ يعني: أن يرسل الصائد الآلة.

(قاصدًا) هذه حال من الفاعل المحذوف، الفاعل المحذوف فاعل أي شيء؟ أين عامله؟ (إرسال) مصدر، وهنا نقول: الفاعل المحذوف، لماذا لا نقول: المستتر؟ قالوا: لأن المصدر جامد لا يتحمل الضمير، فلا نقول: إن الفاعل مستتر، بل نقول: إن الفاعل محذوف، إي نعم.

(إرسالُ الآلةِ قاصدًا) (قاصدًا) أيش؟ قاصدًا الإرسال ولَّا قاصدًا الصيد؟ المعنيان؛ يعني: يرسلها قاصدًا للإرسال وقاصدًا للصيد.

وعلى هذا فكيفية ذلك إذا رأى الصيد رمى بسهمه، إذا رأى الصيد أرسل الكلب، إذا رأى الصيد أرسل الصقر؛ لأنه لا بد من القصد.

(فإن استرسل الكلبُ أو غيرُه بنفسه لم يُبَح، إلا أن يزجره فيزيد في عَدْوِه بطلبه فيحل) إذا استرسل الكلب أو غيره، ويش غير الكلب؟ الصقر مثلًا، بنفسه لم يحل؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم لعدي بن حاتم: «إِذَا أَرْسَلْتَ كَلْبَكَ»، «إِذَا أَرْسَلْتَ»، ولقوله تعالى: {وَمَا عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللَّهُ فَكُلُوا مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ}، فإن قوله: {مُكَلِّبِينَ} إذا قلنا: إن معناه مغرين فهذا يدل على أنه لا بد من قصد الإرسال.

(إن استرسل بنفسه لم يُبَح) مثل: رجل معه كلب صيد ويمشي ولم ينتبه للصيد، لم ينتبه إلا والكلب يعدو –يعدو؛ يعني: انطلق بسرعة- يعدو على الصيد، فالآن هو ما أرسله، لكن كيف يحل؟ ازجره؛ يعني: حُثَّه على الصيد، فإن زاد في عدوه -في طلبه- حلَّ؛ فإن زيادته في العدو تدل على أنه قصد أن يمسك عليك، فحينئذٍ يحل، وهذه حيلة بسيطة، أنا إذا رأيت الكلب انطلق لصيد أغريه زيادة وأزجره، فإذا ازداد عدوه وجاء بالصيد حَلَّ؛ لأن زيادته في العدو تدل على أنه قصد الإمساك علي.

<<  <  ج: ص:  >  >>