كيف ذلك؟ يسترسل إذا أرسل بمعنى أنه إذا رأى الصيد ما يذهب بنفسه، ما يذهب إلا إذا أرسلته؛ يعني: أغريته بالصيد، وطريق الإغراء يختلف من جماعة إلى جماعة؛ قد يكون طريق الإغراء بأن تذكره باسمه الذي لقبتَه به وتغريه، وقد يكون بالصفير، وقد يكون بأي سبب، هذا حسب اصطلاح المعلمين لهذه الجوارح.
ينزجر إذا زُجِر؛ يعني: أنك إذا قلت: قِفْ، باللغة اللي علمته، ما هو بلازم كلمة (قف) باللغة اللي علمته، يقف.
إذن صار معلمًا ولَّا لا؟ صح، ليش؟ لأنه ما ينطلق إلا بأمري، وإذا أمرتُه أن يقف وقف. هذا تَعَلُّم.
إذا أمسك لم يأكل؛ لأن الله تعالى قال:{فَكُلُوا مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ}؛ لأنه إذا أكل إذا أمسك فإنما أمسك على نفسه، فإذا أمسك الصيد أكل نصفه وجاب الباقي، معناه أنه أمسك لنفسه، صح ولَّا لا؟ وإن كان ما يجيب لي إلا الرأس إذا كان شيئًا صغيرًا فكذلك.
لو أكل شيئًا بسيطًا منه فكذلك، بالنسبة لما يصيد بنابه.
وقال بعض العلماء: إنه لا يشترط ألَّا يأكل، الذي يشترط أن يكون مُعَلَّمًا، وأما ألَّا يأكل فهذا يرجع إلى العادة، فإذا أكل الشيء البسيط الذي لا بد للسَّبُع من أكله من فريسته فإن ذلك لا يضر، ولا ينافي أن يكون أمسك عليك؛ لأنه لو أمسك على نفسه لأكلها كلها، لا سيما إذا كانت صغيرة، ولكن الصواب القول الأول.
وفصَّل بعض العلماء؛ فقال: إن كان جائعًا فأكل فإنه يحل ما أتى به مما بقي، وإن كان غير جائع فإنه لا يحل.
وأيش اللي يدرينا أنه جائع ولَّا غير جائع؟ إطعامي إياه، إذا كان ما راح إلا توه متغدي ولَّا متعشي مثلًا فهو شبعان، لكن لو صار له ليلتين ما ذاق شيئًا وصاد هذا الصيد وأكل منه فإن هذا لا يسلم منه شيء من الجوارح أن يأكل، ولكن ظاهر الأحاديث يدل على أنه إذا أكل فلا تأكل، قال النبي عليه الصلاة والسلام:«لَأَنَّهُ إِنَّمَا أَمْسَكَ عَلَى نَفْسِهِ»(١٢).