للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الجارحة مأخوذة من: الجَرْحِ، فهي اسم فاعل من: جَرَحَ، وجَرَح؛ بمعنى: كسب، قال الله تبارك وتعالى: {وَهُوَ الَّذِي يَتَوفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُمْ بِالنَّهَارِ} [الأنعام: ٦٠] أي: ما كسبتم، وقال تعالى: {يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَمَا عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ} [المائدة: ٤]، {الْجَوَارِحِ} هن الكواسب، فالجارحة هي الكاسبة، والجارحة نوعان؛ جارحة تعدو، وجارحة تطير؛ يعني: تكسب عن طريق العَدْو؛ يعني: الجري بسرعة، أو عن طريق الطيران، فالأول كالكلب، والثاني كالصقر والبازي، وما أشبه ذلك.

أما الكلب فقد ثبت بالنص والإجماع، وأما الطير فالصواب حل ما قتله، كما سنذكر إن شاء الله.

الجارحة قلت: إنها نوعان؛ ما يصيد بعدوه، وما يصيد بطيره.

الأول الذي يكون بالعدو يصيد بنابه، والثاني بمخلبه، وقد سبق أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن كل ذي ناب من السباع، وعن كل ذي مخلب من الطير (١٥).

(يباح ما قتلتْه) شوف المؤلف يقول: (ما قتلتْه) ولم يقل: ما جرحتْه، بشرط (إن كانت معلَّمة) يعني: إن كان صاحبها قد علَّمها، كما قال الله تعالى: {وَمَا عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللَّهُ فَكُلُوا مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ} [المائدة: ٤].

كيف نعرف أنها مُعَلَّمة؟

نعرف أنها مُعَلَّمة؛ بالنسبة لما يصيد بنابه بأن يسترسل إذا أرسل، وينزجر إذا زُجر، وإذا أمسك لم يأكل، ثلاثة أمور؛ يسترسل إذا أرسل، وينزجر إذا زُجِر، وإذا أمسك لم يأكل.

<<  <  ج: ص:  >  >>