للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الشيخ: هم قالوا أيضًا: إنه يكره أنه يذبحها والأخرى تنظر، قالوا: لأن هذا يريعها بلا شك.

الطالب: طيب، مثل هذا، فعلهم هذا ما هو .. ؟

الشيخ: هذا ينكر عليهم، يقال: خلوا مكانًا للذبح خاصة.

طالب: عندما أبحنا الذبيحة المغصوبة، كأننا ارتضينا تقسيم المنهي عنه لعينه ولغيره ( ... ).

الشيخ: يعني: قبل أن يموت؛ لأن الحيوان ما دام فيه الحياة فهو حار، إذا مات برد. والسلخ تعرفونه ولَّا لا؟ تعرف السلخ؟

طالب: إي، أعلمه.

الشيخ: زين.

***

[باب الصيد]

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.

قال رحمه الله تعالى: (باب الصيد) (الصيد) مصدر يراد به الفعل، ويراد به المفعول، فيراد به الفعل؛ مثل أن يقول القائل: إنني سأصيد صيدًا، مثل: أكيد كيدًا، على أنه فعل، ويراد به المفعول؛ كقوله تعالى: {أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ} [المائدة: ٩٦]؛ أي: مصيده.

فأما على الأول فالصيد يعرَّف بأنه اقتناص حيوان مأكول متوحِّش.

فقولنا: (اقتناص) خرج به الذكاة؛ فإنها ليست اقتناصًا؛ لأن الإنسان يذكي الحيوان وهو مطمئن، وعلى سهولة ويسر.

وقولنا: (حيوان مأكول) احترازًا من غير المأكول؛ فإن الإنسان وإن صاده بالسلاح ليس بصيد شرعًا.

وقولنا: (متوحش) احترازًا من غير المتوحش، إلا أنه سبق لنا أن ما نَدَّ من الأهليِّ فحكمه حكم الصيد؛ حكم المتوحش.

وهل الصيد حلال أو حرام؟

نقول: الصيد يقع على ثلاثة أوجه:

تارة يصطاد للحاجة إليه والأكل، فهذا لا شك في جوازه، وهو مما أحله الله عز وجل في كتابه، وثبتت به السنة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وأجمع عليه المسلمون.

والثاني: أن يصطاد على سبيل اللهو والعبث، وليس بحاجة إلى الأكل، ولا يهمه إذا صاد الصيد وسقط تَرَكه، ليس بحاجة إليه، فهذا مكروه، ولو قيل بتحريمه لكان له وجه؛ لأنه عبث وإضاعة مال وإضاعة وقت.

<<  <  ج: ص:  >  >>